المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٩
قبض على مقاليد الأمور حتى قبل أن يدفن النبي اقترح عمر على أبي بكر أن يعين يزيد بن أبي سفيان قائدا للجيش الزاحف إلى بلاد الشام، وأن يعين معاوية ابن أبي سفيان نائبا لأخيه يزيد، ولأن أبا سفيان كان غائبا ولم يكن يدري أن الأمويين قاطبة شركاء فعليين بالنظام الجديد، وأن كافة بني أمية من أنصاره، وأنهم قد رتبوا الأمور بالتعاون مع الخليفة ومع نائبه ترتيبا محكما بحيث يكون أبو بكر هو الخليفة الأول، وعمر هو الخليفة الثاني، وعثمان هو الخليفة الثالث بدليل أن عثمان بن عفان كان أول زعيم من زعماء المهاجرين قد بايع وبدون تردد، وتبعه الأمويين قاطبة فبايعوا بيعة رجل واحد) 63 وبدليل أن عثمان عندما كتب العهد لعمر قال إني قد وليت عليكم - ثم أغمي عليه - فكتب عثمان - إني قد وليت عليكم عمر ولم الكم خيرا ولما استفاق أبو بكر من إغماءته شكر لعثمان ذلك وقال له والله لو كتبت نفسك لكنت أهلا لها) 64 وكان عثمان يدعى بالرديف والرديف بلسان العرب هو الرجل الذي يأتي بعد الرجل، وتقول العرب ذلك للرجل الذي يرجونه بعد زعيمهم) 65 وهذا كله لا يمكن أن يتم عفويا وبدونه اتفاق سبق، بين السلطة وبين الأمويين، ولكن لأن أبا سفيان كان غائبا ولا يدري حقيقة الأمر تصرف بهذه الطريقة، ولما وقف على الحقيقة سعد وشكر السلطة وعبر عن ذلك بقوله (وصلته رحم) وهكذا تأسست عمليا بذرة الملك الأموي فما بعد. واتحدت ثانية بطون قريش ضد البطن الهاشمي، والفرق أن بطون قريش
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»