المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٩٦
أولاده بجند الله على مشارف مكة، فانهارت معنويات أبي سفيان واستسلم واضطر مكرها أن ينطق بالشهادتين، فغضب أولاده ولامه معاوية، وشجعه على عدم الاستسلام، وتعجب معاوية من أبيه كيف ينسى حنظلة وينسى دمه الذي سفكه علي ابن أبي طالب في بدر) 1 وكيف يدين بدين محمد، ونظم ذلك شعرا مثيرا، ولكن أبو سفيان، كان أعقل من أولاده وأبعد نظرا، فقد أدرك أنه لا طاقة له بجند الله، وأدرك أن الحرب مع محمد ومع الإسلام حرب طويلة، وليست محصورة بأسلوب أو بأسلوبين، وأن الدنيا أكبر من أهلها، فمضى قدما باستسلامه، ولم يعبأ بتقريع معاوية له، واضطر أولاده للاستسلام، واضطروا للنطق بالشهادتين، فعصموا دماءهم.
2 - عتبة بن ربيعة، وهبر جد معاوية، وشيبة بن ربيعة وهو خال معاوية، والوليد بن عتبة وهو ابن خال معاوية، والعاص بن سعيد، وعقبة بن معيط وقد قتلوا في بدر) 2 3 - والحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس، وكان من أكثر الناس عداوة لرسول خلال مرحلتي الدعوة، وأشدهم حربا لله خلال مرحلة الدولة، ثم حار طليقا من الطلقاء، ولم تتوقف عن عدائه لرسول الله ولا عن كيده له، فنفاه رسول الله وبقي منفيا طوال فترة حياة الرسول المباركة في المدينة، فلما توفي النبي راجع عثمان أبا بكر ليعيده، فرفض أبو بكر، ولما توفي أبو بكر راجع عثمان عمر ليعيده فرفض عمر فلما تولى عثمان الخلافة أعاده معززا مكرما وأعطاه من بيت مال المسلمين ما حوله من الفقر المرتع إلى الغنى الفاحش) 3 وكان الخليفة عثمان يحبه حبا شديدا بالرغم من كراهية لحكم الرسول، وكراهية الرسول له
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»