المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥٦
بالإضافة إلى ذلك فإن البطن الهاشمي وبطن بني المطلب قد أعلنا حمايتهما للنبي، وإنهما لن يسلماه، ولن يسمحا لأحد بإيذائه) 7 فمحمد بحماية هذين البطنين الهاشمي والمطلبي، وهذان البطنان قوة حقيقية معروفة عند العرب بفخرها وشرفها ومكانتها، ولا تملك بطون قريش إمكانية تجاهلها، خاصة بعد أن أيقنت تلك البطون بجدية الموقف الهاشمي، أنظر إلى قول أبي طالب، مخاطبا ومتوعدا ومحذرا لبطون قريش (والله لو قتلتموه ما أبقيت منكم أحد حتى نتفانى نحن وأنتم) 18 وانظر إلى قوله مخاطبا النبي (يا ابن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربك فاعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح) 19 كان عاملا من أهم العوامل التي حددت طبيعة المواجهة بين الفريقين، فأخذت المواجهة بين الفريقين في العشر سنين الأولى طابعا أو مناخا يشبه مناخ الحرب الباردة بين القوى العظمى، فكل قوة تتمسك برأيها وعقائدها ولا تتراجع عنها، وموقنة أن الصدام قدر لا مفر منه ولكنها لا تعرف متى ولا أين؟ وتجهل نتائجه! مما طبع المواجهة الأولى بطابع الحرب النفسية والإعلامية، وجعلها ملجومة بحدود معينة حتى حين جبهتان وقيادتان للمواجهة مع إعلان النبي لبشائر النبوة والرسالة والكتاب وولاية العهد أو الإمارة من بعد النبي، ومع إعلان البطنين الهاشمي
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»