المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥١
العقبة الكؤور هم بنو هاشم الذين أعلنوا أنهم حماة النبي وأن أي اعتداء عليه من قبل البطون هو بمثابة إعلان حرب لن تضع أوزارها حتى يفنى الهاشميون والبطون معا) 5 لذلك رأت البطون استعمال كل الوسائل لعزل محمد عن الهاشميين وإن أصر الهاشميون على عدم التخلي عن محمد يتوجب عزل الهاشميين أنفسهم عن البطون، وفرض محاصرتهم ومقاطعتهم) 6 وبالتالي عزل الهاشميين عن العرب، ولن لم تنجح هذه الوسائل فيتوجب على البطون أن تقدم رجالا منها ليشتركوا جميعا بقتل محمد فيضيع دمه بين البطون ولا يقوى الهاشميون على المطالبة بدمه) وإن لم تنجح محاولة القتل فيتوجب ملاحقة محمد أينما حل ومحاربته حتى يتم القضاء التام عليه وعلى دعوته) 7 4 - وأثناء ذلك كله يجب صد الناس عن دين محمد ودعوته، وملاحقة الذين اتبعوا دينه وعزلهم والتضييق عليهم، وحملهم على ترك هذا الدين، وتشويه سمعة محمد بين الناس وعند العرب، وإشاعة الدعايات الكاذبة عنه والقول بأنه حاشا له مجنون، أو كاهن، أو شاعر، أو كاذب ... الخ والتشكيك بكل ما يقوله، وإن القرآن الذي جاء به - إن هو إلا أساطير الأولين... الخ وبإيجاز فإن بطون قريش حسدت محمدا وأهل بيت محمد فضلا خصهم الله به، فتصرفت طوال حياة النبي بدوافع الغيرة والحسد، وحسد بطون قريش أمر ظاهر) 8 (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) 9
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»