المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٥
2 - انقسام بطون قريش والمجتمع المكي قلنا إن الزعامة أو الوجاهة أو الأمر في مكة قد استقر لصالح قبيلة قريش وتتكون هذه القبيلة من خمسة وعشرين بطنا) 5 وكانت ظاهريا قبل الإسلام تظهر بمظهر واحد، وتلوح كأنها وحدة واحدة لها علم يرمز لوحدتها ويحمل بنو عبد الدار هذه الراية وتسمى براية قريش كلها، ولها قيادة ممثلة بالبطن الأموي وتظهر هذه القيادة وتتصرف على أساس أنها قيادة لكل بطون قريش، ويكرم الهاشميون ويطعمون الحجيج ويسقونه ويسهلون إقامته، وينفقون عليه، ويحسنون وفادته فيتحدث الناس عن كرم قريش كلها وحسن وفادتها، فكان الهاشميون يكرمون باسم قريش كلها، وكان بني عبد الدار يحملون راية قريش كلها، وكان الأمويون يقودون قريش كلها... الخ وباختصار كانت قريش تظهر أمام الآخرين كأنها كتلة واحدة بصرف النظر عما بين بطونها من ضغائن، وحسد، ودغالة أما في الحق والحقيقة فقد كانت وحدة البطون تتأكل من الداخل وتنذر بانهيار مريع وجاءت الإعلانات المتبادلة الصادرة عن محمد بن عبد الله من جهة وعن بطون قريش ال 23 بطنا من جهة أخرى لتجعل حركة التآكل الداخلي ولتكرس علنا واقع انقسام المجتمع المكي، فانقسم المجتمع المكي إلى قسمين 1 - القسم الأعظم عددا ومددا ظاهريا ويتألف من بطون قريش الثلاثة والعشرين بطنا ومن والاهم من الموالي والأحابيش وقد أعلنوا بلسان واحد، أنهم سيقفون
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»