المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٢٩
هؤلاء هم الذين اعترضوا، أما المنافقون فقد وقفوا مع السلطة، وتبنوا مواقفها ودافعوا عنها بحرارة، وبالمقابل فإنهم اقتسموا الغنائم، وولتهم الدولة التاريخية على رقاب الناس وعادة يقف المنافقون بالضرورة بالصف الذي يعارض الله ورسوله لأن المنافقين والله ورسوله، كالظلام والنور فالمنافقون ظلام، والله ورسوله نور قد تشيع وسائل إعلام قاعدة التاريخ إن الذين عارضوا السلطة التاريخية كانوا هم المنافقين، لكن مثل هذه الإشاعة غير صحيحة وواقع الحال يكذبها، فعدد المنافقين أكثر بكثير من الذين عارضوا وللمنافقين موقف واحد، ثم إن الله ورسوله والمؤمنين يشهدون بأن الدعوة الإسلامية والدولة الإسلامية قد قامتا على أكتاف الذين عارضوا، ويشهدون بحسن إسلامهم وعظيم جهادهم وبلائهم، وبصدق ولائهم لله ولرسوله، وعذا أمر يسلم فيه قادة التحالف أنفسهم والسؤال المطروح ما هو موقف الرسول من هذا التحالف؟ ومن كل جديد جاء به التحالف؟
1 - المنهج العلمي بالإجابة صحيح أن الرسول بشر، لكن له قلب رسول، وعقل رسول، ومنهج رسول بالتفكير، لأنه معد إلهيا ليكون نبيا ورسولا وإماما ووليا للمؤمنين، ومن جهة ثانية فإن الرسول كان يجمع بين النبوة والرسالة ورئاسة الدولة الإسلامية والانطلاق من هذه القواعد يجنبنا القياس الخاطئ، فلم يعد مناسبا أن يقول أحد من الناس لو كنت مكان الرسول لفعلت كذا وكذا بهذا التحالف، بسبب الاختلاف بالتركيب النفسي
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»