المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٢٦
الفصل الخامس موقف الرسول الأعظم من التحالف وقيادته من المؤكد أن رسول الله كان على علم كامل بما يجري، فهو يعلم بقيام التحالف الجديد، ويعرف العناصر المنخرطة بهذا التحالف، ويعرف قيادات هذا التحالف، ويعرف الأهداف التي جمعت المتحالفين. ومعرفة كل هذا لا تحتاج إلى كبير العناء.
فوجود أعداد كبيرة من المنافقين في المدينة وما حولها حقيقة من حقائق المجتمع الإسلامي الذي كان يقوده الرسول قال تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن 1 - نعلمهم سنعذبهم مرتين...) سورة براءة آية 101 فكل مسلم كان يعلم أن أعدادا كبيرة من أفراد المجتمع الذي يعيش فيه منافقون، وأن أعدادا كبيرة من الأعراب التي تقطن حول المدينة منافقون أيضا، كان الناس يرسلون هذه الحقائق إرسال المسلمات. مع علمهم بأن المنافقين يتلفظون بالشهادتين 2 - وبعد الفتح كان الناس يعلمون علم اليقين أن قسما كبيرا من الطلقاء الذين أسلموا يوم الفتح منافقون بالرغم من تلفظهم بالشهادتين 3 - وكان الناس يعلمون أن قسما كبيرا من القبائل العربية قد دخل في الإسلام وتلفظت بالشهادتين طمعا بالمغانم فهم بمثابة مرتزقة يأكلون من يقع ويغنمون منه حتى ولو كان رسول الله. وهو ما يعبر عنه (يتربصون بكم الدوائر) 4 - وكل الناس يعلمون أن الذين أسلموا قبل الفتح واسلموا بعد الفتح أبناء بلدة واحدة وهي مكة وينتسبون لعشيرة كبيرة واحدة وهي قريش 5 - وكل الناس يعلمون أن بطون قريش ال 23 قد وقفت ضد النبوة وقاومت النبي وحاربته لا كراهية في الدين ولكن حسدا لبني هاشم
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»