المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٤
الطعن بالقرآن الكريم في معرض مواجهة بطون قريش لمحمد ولآل محمد ولمن والاهم وأحرارا منها على إلحاق الهزيمة بمحمد وآله، وحرفا لشرف النبوة عنهم، طعنت بطون قريش في القرآن الكريم، على اعتبار أنه أعظم براهين النبوة، فزعمت أن هذا القرآن أساطير الأولين، وأن محمدا تقوله على الله، وأنه مفترى، ولو شاءت تلك البطون لقالت مثله، وعندما تحداها محمد بأمر من ربه أن تأتي بعشر سور مفتريات من مثله كما تزعم عجزت، وسلمت عمليا، وتحداها أن تأتي بسورة فعجزت، ثم أعلن النبي بأمر من ربه بأن الجن والإنس أو اجتمعا لن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو تظاهروا. ومضت بطون قريش في أكاذيبها، فقالت إن القرآن عمل ساحر، وفن شاعر، وتراتيل كاهن ولكن البطون كانت فاشلة، وعاجزة عن إقناع العقل البشري مهما الخط مستواه، ولكنها قدرت إن هذه الدعايات على هزالتها، ستشغل العامة وتصدهم عن الاصغاء لمحمد وشككت بطون قريش بصحة الأخبار والأنباء التي جاء بها القرآن، وأبدت عجبها من جعل الآلهة إلها واحدا، ويجيبها القرآن بأنه على فرض وجودها آلهة، فإن بعض الآلهة سيعلو على بعض وستكون الكلمة العليا لإله واحد، وبغير ذلك يتعذر تدبير الكون، وتبدي بطون قريش شكها المطلق بإمكانية المادة تركيب الإنسان بعدم موته، ويجيبهم القرآن الكريم، كونوا أي شئ مما يكبر في صدوركم، فإن الذي خلق هذا الشئ أول مرة بقادر على إعادته بعد تلفه.
وكان واضحا أن بطون قريش قد هزمت منطقيا وهزمت
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»