المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٢
ونبوته إن استطاعت، وحتى لا يؤمن به أحد، فقبلت بطون قريش الحقائق وأخرقتها في بحار من أكاذيبها ال حين، وتعمدت الكذب مع سبق الاصرار، ولقد سجل القرآن الكريم الكثير من مطاعن هذه البطون بالنبي الأعظم: فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون) 5 يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون) يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) لم تكتف بطون قريش بقلب الحقائق وبطعونها الظالمة بشخصية الرسول إنما آذته أيضا بأفعال مادية تحجها الفطرة السليمة، فعلى سبيل المثال (بينما كان النبي واقفا بين يدي الله مصليا، ومعلنا عبوديته له في بيت الله الحرام الذي يأمن فيه الخائف، رأته زعامة قريش على هذه الحالة فجمح بها طغيانها وأمرت غلاما أن يلقى فرثا وسلي قد استخرجوه من جزور مذبوح على ظهر النبي، فنهض الرسول من صلاته كسير الحال وأخبر عمه أبا طالب بما جرى، فغضب أبو طالب وتوشح بسيفه وأقبل على زعامة البطون الجالسة حول الكعبة وقال مهددا (والله لا يتكلم منكم رجل إلا ضربته ثم أمر غلامه فألقى الفرث والسلي على وجوه زعامة البطون ردا على ما فعلته بمحمد) 6 وقال القرطبي في تفسيره إن أبا طالب لطخ بالفرث وجعه عبد الله بن الزبعرى، وهو الذي لطخ رسول الله
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»