الطعن بشخصية الرسول وإيذائه إن محمدا كشخص لم يكن خافيا على زعامة قريش فهو ابن انهد وأشرف فتيانها عبد الله بن عبد المطلب،) 1 وهو حفيد عب المطلب،) 2 السيد الصالح الذي نادى بأخلاق الحنفية السمحاء وفي المجتمع الجاهلي، الحكيم المجاب الدعوة، وهو من بني هاشم) 3 ذؤابة البطون وتاجها المتألق، ولقد لفتت سيرة النبي قبل النبوة وأخلاقه العالية أنظار سكان مكة فسموه الأمين، ولقد شاعت هذه الصفة بين سكان مكة كلها فعندما اختلفت قريش على من يضع الحجر الأسود مكانه في الكعبة المشرفة، وكادت هذه البطون أن تقتتل، اتفقوا على أن يحكموا بالأمر أول داخل عليهم فدخل محمد بن عبد الله ففرحت بطون قريش وقالت بلسان واحد (هذا الأمين قد رضينا به، هذا محمد) 4 فوضع الحجر في ردائه وطلب من كل قبيلة من القبائل المتنازعة أن تمسك بطرف الرداء وترفعه وهكذا فعلت القبائل فتناوله بيده الشريفة ووضع الحجر الأسود مكانه في البناء، فرضيت البطون، واكتشفت أن محمدا مع الأمانة حكيم، ولقد شاعت هذه الصفات مع غيرها من صفاته الكريمة، فكل بطون قريش تعلم علم اليقين أن محمدا أمين صادق وحكيم، ولكنها تجاهلت يقينها وكيدا منها زعمت أنه (حاشا له) كاذب وساحر، وكاهن، ومجنون، ومفتر على الله تعالى وجندت بطون قريش كل إمكانياتها نشر أكاذيبها على رسول الله، لتصد الناس عن دينه، وتفشل دعوته
(١٥١)