محاولات الاغراء في إطار الحرب النفسية، ومحاولات بطون قريش، لتطويق الداعية، وإجهاض الدعوة توجهت زعامة تلك البطون إلى أبي طالب، حامي الداعية والدعوة، وعميد البيت الهاشمي وقالوا له: (إن ابن أخيك قد عاب آلهتنا، وسفه أحلامنا وضلل أسلافنا، فليمسك عن ذلك، وليحكم في أموالنا بما يشاء) وأطلع أبو طالب النبي على عرض قريش ومن الطبيعي أن يرفض هذا العرض، وأجاب عمه قائلا (إن الله لم يبعثني لجمع الدنيا والرغبة فيها، وإنما بعثني لأبلغ عنه، وأدل عليه) 1 واستفاضت الروايات بأن زعامة قريش جاءت إلى أبي طالب وشكت له أمر رسول الله وقالت له: فإن كان مريضا داويناه وإن أراد مالا جمعنا له من أموالنا حتى يكون أكثرنا مالا.... فقال رسول الله والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أموت دونه) 2 فكفت قريش عن محاولاتها الفاشلة لإغراء النبي.
1 - تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 24 2 - راجع الغدير للأميني ج 7 ص 399 - 400 نقلا عن ابن إسحاق