تكذيب البطون للنبي لم تكتف بطون قريش بالسخرية والاستهزاء بالنبي إنما أشاعت بين سكان مكة وقبائل العرب بأن النبي (حاشا له) كاذب فيما زعم من أمر النبوة والرسالة والكتاب، وزعمت أنه مفتر، وقد سجل القرآن الكريم واقعة تكذيب البطون لرسول الله حيث قال تعالى (فإن يكذبوك فقد كذب الذين كم قبلهم....) 1 وقوله تعالى (قل إني على بينة من ربي وكذبتم به...) 2 وقوله تعالى (قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما) 3 وكان تأثير هذه الإشاعات ساحقا على قبائل العرب، لأن بطون قريش لها مكانة أدبية خاصة عند العرب بوصف هذه البطون حماة البيت الحرام وجيرانه،؟، وبالتالي فإن قبائل العرب تعتبر رأي البطون بالنبي ثقة، واقتنعت أكثر هذه القبائل بأن رسول الله (حاشا له كاذب في أمر النبوة والرسالة بدليل أنه عرض نفسه على قبائل كثيرة فكانت تلك القبائل تقول له، أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك...)) 4 وظل على هذه الحالة حتى ساقه الله لحماية أهل يثرب.
1 - سورة فاطر آية 25 2 - سورة الأنعام 570 3 - سورة الفرقان 77 4 - الطبقات لابن سعد ج 1 ص 216 و 17 و 18