الهزو والسخرية في المرحلة السرية من الدعوة الإسلامية وقبل أن يؤمر النبي بإعلان دعوته انتشرت في أوساط مكة شائعات عن أنباء النبوة والرسالة والكتاب، فكان النبي إذا مر بملأ من قريش قالوا (إن فتى عبد المطلب ليكلم من السماء) 1 حتى ما إذا أعلن النبي دعوته أفصحوا عن سخريتهم وأعلنوا هزوهم بصورة واضحة، ولقد سجل القرآن الكريم هذا الشكل من مواجهة بطون قريش حيث قال تعالى (وإذا رآك الذين كفروا أن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم.....) 2 وقوله تعالى (وإذا رأوك أن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا) 3 وقد قررت بطون قريش أن تكون فرقة خاصة مهمتها الاستهزاء بالرسول، وجعلت أقطابها الوليد بن المغيرة والد خالد بن الوليد وعقبة بن أبي معيط والحكم بن العاص بن أمية جد ملوك بني أمية ووالد مروان بن الحكم باني المملكة الأموية وعم عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث وأبو جهل....) 4 وقد أشار القرآن الكريم لوجود هذه الفرقة بقوله تعالى (إنا كفيناك المستهزئين) 5 وما يؤكد واقعة الاستهزاء قوله تعالى (ولقد استهزئ برسل من قبلك....) 6 وقوله تعالى (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق باللذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون) 7 وبالإيجاز فقد كانت بطون قريش تسخر من النبي وتستهزئ به وترى أنه غير أهل للرسالة لأنه ليس عظيما بمقاييسهم الفاسدة للعظمة انظر إلى قوله تعالى مسجلا الظواهر التي كانت بطون قريش تبني عليها مواقفها (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) 8
(١٤٧)