الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦٣
من التمسك بالسنة خدا باتوا فيه مهديين جميعا. وواقع الخلفاء يثبت عكس ذلك. فليس من الهدي أن يغتصب أبو بكر الخلافة ويستضعف الصحابة كما سبق ذكره. ولو كان مهديا في سلوكه هو وفاروقه، لما اعترف هذا الأخير قائلا: أنها فلتة وقانا الله شرها.
فلو كان كلهم مهديا لما طعن بعضهم في بعض.
إن مقتضى حديث الرسول (مر) إن صح هي مطابقة سنة الراشدين لسنته (ص) مطابقة لا تخالف الشرع في شئ. ولو أن الخلفاء أو من فهم ذلك من أمرهم أدركوا إنهم مهديين جميعا وأن سنة واحدهم كثانيهم فثالثهم. إذا لما جعلوها شرطا لعلي (ع) عند استخلاف عمر بن الخطاب للستة من أصحابه، عندما عرضوا عليه الخلافة على أساس شرط اتباع سنة الرسول (ص) وسيرة الشيخين. فأبى إلا سنة الرسول (ص). وقد رفضوا على الإمام علي (ع) تمسكه بسنة الرسول (ص) وحدها. فهذا إن دل فإنما يدل على أن سنة الشيخين كانت تعني شيئا زائدا على سنة رسول الله. يؤكد ذلك شهادة الإمام علي (ع) وهي شهادة راشدي معاصر لهم.
وقد كان عمر بن الخطاب قد خلف وراءه ستة. منهم طلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد. وكان من المحتمل أن يكون أحدهم هو الرابع دون علي أو عثمان. وكان من المحتمل أن لا يكون علي أو عثمان. ويكون طلحة أو سعيد.
فهل هذا بداء في اعتبار الخلفاء الراشدين هم الأربعة المذكورين أم ماذا؟! ولو كان عمر بن الخطاب يعرف أن الراشدين هم هؤلاء الأربعة، إذن لما أزبد شدقاه يوم السقيفة في خبط الناس وإجبارهم على البيعة، ولما ترك الأمر بين الستة، وأخلى الأمر إلى العدد وترتيب حديث الراشدين؟!.
ومما يدل على فقر هذه الرواية في اعتبار المدعى منها، إنها لم تكن على ذات الانتشار والقوة في عهد الرسول (ص) إذ لو أنها كانت كذلك، لما لجأ عمر بن الخطاب إلى غيرها من الشعارات المقوية لجناحه في تنصيب أبي بكر خلفا للرسول (ص). ولو كانت على نفس الوضوح لما حدث صراع بين المسلمين ولا بين الخلفاء الراشدين أنفسهم.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235