وذكر العسكري في أوائله: " إن أبا بكر كان يكتب من خليفة رسول الله حتى كتب عمر إلى عامل العراق أن يبعث إليه رجلين يسألهما عن العراق وأهله، فبعث لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم، فقدما المدينة ودخلا المسجد، فوجدا عمرو بن العاص فقالا: أستأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فدخل على عمر، فقال.
السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: ما بدا لكم في هذا لتخرجن مما دخلت فيه فأخبره، وقال: أنت الأمير ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب بذلك من يومئذ في كلام هذا معناه ".
وكان من الصعب جدا على فريق السقيفة أن يفوز بهذا اللقب من دون أن يجد حرجا كبيرا.
إذ سبق أن قر في وجدان المسلمين إن الخلافة أمر يقرره النص، لأنها ملازمة للإمارة التي سبق أن أوضحنا رأي الرسول (ص) فيها منذ البداية عندما عرض نفسه على بني عامر بن صعصعة قائلا: الأمر لله يجعله حيث يشاء. ولأن الخلافة ظلت من اختصاص الإمام علي (ع) لما استحقها بمؤازرته. فهي اصطلاحا كانت من اختصاصه منذ واقعة الانذار بيوم الدار. ولغن سرعان ما قست قلوب الذين لا يعلمون، فأصبحوا يستسيغونه. وكثيرا ما كان المتزلفون والمنافقون من أعوان المغتصبين، يساهمون في إطلاق هذه الألقاب مجانا على تيار الاغتصاب، وذلك من أجل تفويت ذلك الامتياز على أهله الحقيقيين.
هذا فيما يرتبط بكلمة خلافة لغويا واصطلاحيا من وجهة نظر التاريخ.
وجاء في أحاديث العامة ما يؤسس لادعاء جديد في أمر الخلفاء الأربعة بعد الرسول (ص) وهو ما أسماه الحديث " الخلفاء الراشدون " معتبرين لفظة " الراشدين " بمثابة ضميمة تخصص الأربعة، وتضعهم في المرتبة التشريعية. وذلك وفق ما جاء في الحديث:
" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها