الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦١
الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق.
قالوا: تنهانا؟.
قال: لا، أقيموا عندي، لا والله لا تفارقوني ما عشت " (17).
أما في عهد عثمان فالأمر أشد وأنكر.. إذ قال على المنبر:
" لا يحل لأحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر ".
كان ذلك باختصار هو موقفهم من الحديث والسنة.. فأين حالهم من حال حديث رسول الله (ص) عن خلفائه الراشدين الراوين لأحاديثه الناشرين لسنته، فتأمل يرحمك الله!.
وهناك قرينة أخرى تصرف هذا العنوان عن الخلفاء الأربعة بهذا الترتيب.
وهو ما نقله أهل الصحاح من أن الخلفاء الذين أوصى بهم الرسول (ص) باقتفاء آثارهم.. والذين ربط خير الأمة بإمامتهم. كانوا أكثر من أربعة. لقد ذكر عليه الصلاة والسلام، اثنا عشر منهم بعدد نقباء بني إسرائيل. وتواتر ذلك على النحو التالي:
قال رسول الله (ص) " لا يزال أمر الناس ماضيا، ما وليهم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش (18).
وقال (ص) " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، ويكون عليهم اثنا عشر خليفة، كلهم من تريش " (19) ويتبين من خلال هذه الأحاديث أن عدد الخلفاء اثنا عشر. بينما مدعى الجمهور هو أربعة. ولعل هذا التناقض هو ما دعى جمعا من العلماء إلى تأويله بشكل يجعل الحديث ينطبق على أكثر من الخلفاء الأربعة وذلك ما رامه بن كثير وابن حجر الهيثمي. إذ اعتبروا الخلفاء الثلاثة وعلي ومعاوية ويزيد ثم عبد الملك وأولاده الأربعة وسليمان، فيزيد، فهشام. والوليد بن يزيد بن عبد الملك. وهذا لعمري هو التكلف. إذ، هب إننا صدقنا قولهم

(17) كنز العمال حديث رقم 48665 الطبعة الأولى ج 5 ص 239.
(18) صحيح البخاري عن جابر، وابن عينه ورد بطريقين.
(19) صحيح مسلم.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235