مؤمن ومؤمنة. وفي رواية أخرجها الطبراني وصححها ابن حجر عن زيد بن أرقم قال: خطب رسول الله (ص) بغدير خم تحت شجرات فقال:
" أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت فجزاك الله خيرا فقال:
أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وأن ناره حق وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور قالوا بلى نشهد بذلك قال: اللهم اشهد ثم قال: فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". (132).
وذكره النسائي عن عائشة بنت سعد قالت سمعت أبي يقول سمعت رسول الله (ص) يوم الجحفة فأخذ بيد علي وخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني وليكم قالوا صدقت يا رسول الله ثم رفع يد علي فقال هذا وليي ويؤدي عني ديني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه.
هذه نماذج يسيرة جدا فيما لو قيست بخضم المرويات التي لا طائل من ذكرها هنا، وقد بلغ التواتر به حدا أضحى كلاما يجري على ألسن كبار الشعراء وتتلقاه الآذان من دون رد ولا استغراب.
قال أبو تمام:
ويوم الغدير استوضح الحق أهله * بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقر بهم عرف وينآهم نكر يمد بضبعيه ويعلم أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر يروح ويغدو بالبيان لمعشر * يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر فكان له جهر بإثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر (133) أثم جعلتم حظه حد مرهف * من البيض يوما حظ صاحبه القبر