الخرافات في أمور الخلق والتكوين والأنبياء وأقوالهم والفتن والساعة والآخرة.
وهذه الأمور قادرة على خلق أرضية ثقافية واسعة تخدم مخطط كعب الأحبار. وإذا كنا لا نعرف على وجه اليقين ماذا كان يريد كعبا من بث هذه الثقافة. إلا أننا يمكننا بملاحظة الساحة أن نتبين ذلك. فروايات كعب كانت في مجملها قريبة من القصص. فهو يقص ولا يحدث. وفي الوقت الذي كان فيه عصر عمر شبه خاليا من رواية الحديث كان هناك قصاص يقصون في المساجد (39) وآخرون يقصون في مقدمة الجيوش الفاتحة (40) ومن المعروف أن القصص نشأ في عهد عمر.
فكعب جاء بسلعة. الساحة في حاجة إليها. وظل كعب يمد الساحة بإنتاجه حتى غمرها. وبعد عهد عمر توسع كعب في عهد عثمان ومن عنده تحول إلى الشام ليكون مستشارا لمعاوية. الذي اتسع القص في أيامه. فكانت هناك طائفة تعرف بالقصاص تفسر القرآن الكريم. وتخرج تفسيرها بقصص كثيرة تستمدها من موروثات أهل الكتب السماوية. وكانوا يستغلون ميل الناس إلى الأخبار العجيبة فيزيدون في قصصهم (4) وكان للأمويين في كل بلد قاص يقص على الناس في المسجد الجامع ويدعو إلى طاعتهم (42) وقد أمر معاوية أن يكون القصر مرتين في اليوم مرة بعد صلاة الصبح ومرة بعد صلاة المغرب وعين للقصاص مرتبات خاصة (43).
وكما فتح عدم رواية الحديث باب القص في المساجد. وترتب على ذلك جريان دماء أهل الكتاب في هذه القصص. كذلك ترتب على عدم رواية الحديث وعلى عدم أخذ علوم القرآن من أهله اتساع دائرة الرأي. يقول الشيخ محمد عبده: (" كان الصحابة إذا رأوا المصلحة في شئ يحكمون به وإن خالف السنة المتبعة لا (44) ويقول الدكتور عبد الحميد متولي: وكان عمر بن الخطاب من أبرز