الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٤٤١
بعضهم فمن الممكن أن يقال أن هذا الفريق الذي استصغر أسامة بن زيد في قيادة الحملة العسكرية. كره قيادة علي بن أبي طالب للأمة لأمور عديدة منها أن سيفه كان له أثرا بليغا في رقابهم. لكنه لم يفصح عن هذه الأمور للصحابة الكبار.
وإنما عرض رفضه على أساس استصغار علي. وأن قيادته ستفرق الشيوخ من حوله. ويمكن أن يكون كبار الصحابة قد علموا مواطن القوة عند هذا الفريق.
فأبعدوا عليا حتى لا تكون فرقة واختلاف. ويمكن أن نكتشف ذلك من عدة أقوال حول هذا الحدث. منها قول عمر كما جاء في الصحيح. (أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها) قال في لسان العرب: أراد الفجأة. لأنها لم تنتظر العوام وإنما ابتدرها أكابر الصحابة والفلتة كل شئ فعل من غير روية. وشبه يوم موت النبي بالفلتة في وقوع الشر من ارتداد العرب. والجري على عادة العرب في ألا يسود القبيلة إلا رجل منها.. ومنها ما رواه ابن عباس. قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة. فقال. أم والله يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر. فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلته. فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين وأنت وصاحبك وثبتما عليه واقترعتما الأمر منه دون الناس؟ فقال: إليكم يا بني عبد المطلب. أما إنكم أصحاب عمر بن الخطاب. قال: فتأخرت عنه وتقدم هنية. ثم قال عمر: سر لا سرت وقال: أعد علي كلامك. فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت عليك جوابه.
ولو سكت سكتنا. فقال: إنا والله ما فعلنا ما فعلناه عن عداوة. ولكن استصغرناه وخشينا أن لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها. قال: فأردت أن أقول كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه فينطح كبشها أفتستصغره أنت وصاحبك.
فقال: لا جرم فكيف ترى؟ والله لا نقطع أمرا دونه. ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه (15) وما ذهبنا إليه يقترب أيضا مما رواه رافع الطائي قال: حدثني أبو بكر عن بيعته فقال: (بايعوني وقبلتها منهم. وتخوفت أن تكون فتنة يكون بعدها ردة) (16) وأخرج ابن إسحاق وابن عابد في مغازيه عنه أنه قال لأبي بكر: ما

(١٥) محاضرات الراغب: ٢١٣ / ٢ ونقل ابن أبي الحديد مثله في شرح النهج ١٣٤ / ١ عن كتاب السقيفة للجوهري.
(16) تاريخ الخلفاء / السيوطي: 66.
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»
الفهرست