الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ١٥٥
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون * أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون * أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون * أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون...) (117).
سبحان الله الذي لا إله إلا هو. سبحان الذي يكشف السوء ويجري الماء فينبت به كل شئ. سبحان الذي جعل الإنسان في الأرض خليفة. وجعل له الأرض قرارا وفيها رواسي حتى لا تميد بمن عليها.. لقد ذهب قوم لوط بعد أن جعلهم الله عبرة لكل من يطلق لشهواته العنان ويصدم الفطرة بهواه ويسخر كل إعلان وإعلام لخدمة أهدافه الدنيئة لقد ذهب قوم لوط أصحاب نوادي المنكر.
وهواهم ما زال يواصل المسير في الوحل بلا كلل. بعد أن ارتدى ثيابا زاهية اقتحم بها أماكن كثيرة تحت عناوين جديدة. ولقد طور أصحاب الوحل مفهوم اللواط فلم يعد يقتصر على الذكران وإنما ضربوا به الفكر حتى جف وضربوا به الإرادة حتى تهاوت. لقد قطع الجدد أكثر من سبيل. ويا ترى إذا مروا على مكانهم القديم وشاهدوا آثارهم على الرمال. سينزجرون؟ أم سينقبون بين الصخور كي يعثروا على دستورهم القديم ليعيدون طبعه من جديد؟

(117) سورة النمل، الآيات: 58 - 62.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 157 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست