الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٧٠
الاجتماعي والاقتصادي اندثرت (المؤاخاة) التي سوى بها المؤسس تسوية تامة بين أفراد المجتمع، ونشأت في مكانها طبقات غير متساوية هنا وهناك (فوجدت طبقة الأرستقراطية العليا ذات المولد والثراء الضخم والسلطان الواسع، ووجدت طبقة البائسين الذين يعملون في الأرض ويقومون على مرافق هؤلاء السادة، ووجدت بين هاتين الطبقتين المتباعدتين طبقة متوسطة هي طبقة العامة من العرب الذين كانوا يقيمون في الأمصار، ويغيرون على العدو، ويحمون الثغور، ويذودون عمن وراءهم من الناس وعما وراءهم من الثراء، وهذه الطبقة هي التي تنازعها الأغنياء ففرقوها شيعا وأحزابا) (1) وفي مجال الفكر والعقيدة انقسم المسلمون فرقا وأحزابا، لأن التذبذب الذي عاشوه جعل أمور الفكر والاعتقاد موضع بحث ونقاش، فنشأ لكل فريق من رجال الجيل الأول حماة ومعارضون

(١) البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 372، مطبعة السعادة مصر، وانظر للتفصيل ص 219 - 221.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست