الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٥٩
أن يقال عن أي فعل من فعال العظماء أنه خطأ، إلى جانب أنهم يظنون أن من يقول عن فعل من فعال العظماء أنه خطأ لا يعتبرهم عظماء. أما رأيي ونظرتي فعلي عكس هذا، فعندي أن أي فعل صادر عن عظيم - غير الأنبياء - يمكن أن يكون غلطا، ومع ذلك يظل العظيم عظيما، ولا أقول بخطأ فعل من فعال عظيم من العظماء إلا عندما يثبت لدي بالوسائل والطرق الموثوق بها أنه خطأ، وعند ما لا يمكن تأويل فعله بأي دليل معقول. غير أني حين أرى - مع هذا الشرط - أن فعلا من فعاله غلط، أقول إنه غلط، وأقف في نقدي عند هذا الحد.
وفي رأيي أن العظيم لا تتأثر عظمته بهذا الخطأ، ولا ينقص احترامه أو يقل، فإني لا أرى ضرورة على الإطلاق لإنكار الأخطاء الواضحة التي أخطأها من اعتبره عظيما فأداريها وأسويها وأخفيها، أو أثبت صحتها بالتماس تأويل لها غير معقولة وغير منطقية، لأن النتيجة المحتومة للقول عن الخطأ أنه صواب هي انقلاب معيارنا وتبديل مقياسنا للصواب والخطأ، واجتماع كافة
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست