الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٦٥
نعم أدى هؤلاء الفقهاء خدمات علمية بارزة، لكن تفرق علمهم في الناس - مع كونهم ليسوا أعلم من في الأمة - أدى إلى اختلاف الناس باختلاف آراء الفقهاء، وشهد تاريخ الأمة نشأة أفقهة كثيرة، تبعا لكل من خاض في هذا المضمار، ثم انقرض أكثرها لظروف سياسية في أغلبها، وبقي منها الأربعة التي نعرفها.
وأما الجانب الروحي فلم يجد من هؤلاء حظا من الاهتمام، فاستقل به من اهتموا بشؤونه، وغلبتهم همومه، فانقطعوا عن الدنيا، وطلقوا السياسة، واستغرقوا في الروحانية استغراقا، وعرفوا اصطلاحا فيما بعد باسم الصوفية، ومنهم من تأثر بالفلسفة اليونانية، ومنهم من اقتبس من النصرانية، ومنهم من اتبع الشريعة، ومنهم من شطح.
نعم جرت محاولات لربط الطريقة بالشريعة كما فعل أبو حامد الغزالي، لكن محاولته اقتصرت على الجمع بين الجانب القانوني والجانب الروحي، وبقيت بعيدة عن الجانب السياسي، أوقد أهملته إهمالا.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست