الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٢٩
تبلور واستوى ووضعت مصطلحاته - في غفلة منهم - على يد أنصار أهل البيت المعارضين، فلما شمروا عن سواعدهم وسيقانهم ليخوضوا في هذا البحر، وتكلموا فيه، جاء كلامهم سطحيا وكتاباتهم غير مؤصلة.
الثاني: أن علم السياسة عندنا أهل السنة، ما كان يملك نظرية سياسية واضحة قائمة برأسها يتخذها أساسا لما يريد أن يتكلم فيه، ومن ثم جاءت كتابات من كتبوا فيه رد فعل لآراء المعارضين، فبدت كأنها إجابات - مجرد إجابات - لرد أقوالهم، وسد الخانات بأي شكل وأي كلام.
وأول من تكلموا في هذا العلم عندنا كالماوردي، وأبي يعلى، وابن العربي المالكي، وابن خلدون، والجويني، وغيرهم، عاشوا في حدود القرنين الرابع والخامس الهجري، وكان الآخرون قد سبقوهم بأربعة قرون على الأقل هي نفس الفارق في النضج السياسي اليوم بين أتباع المدرستين.
الثالث: أن هؤلاء العلماء لم يحاولوا تأسيس نظرية مختلفة، ولكن نحوا منحى خطيرا للغاية إذ أسسوا كتاباتهم على أربعة أسس:
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست