ما مررت به من القرى، وأحرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل، وهو أوجع للقلب) (1) هذا مثل من آلاف الأقوال والسياسات التي أثرت عن معاوية، وحفظتها لنا كتب التاريخ، فماذا لو اقتدى بها حكامنا، أنغضب ونسب ونلعن؟ وإذا قالوا: إن لنا في معاوية أسوة حسنة وقد سبقنا إليها ومعه أكثر الصحابة، وما اعترض عليه أحد من كبارهم وهم أهل العقد والحل، فماذا نقول لهم؟
وإذا راق للبعض أن يقولوا إن الجيل الأول كانوا صحابة، أما نحن فلسنا بصحابة. قلنا أفنزلت الشريعة سواء للكل وفي كل العصور؟ أم استثني الصحابة من أحكامها؟ أم أن لدينا شريعيتن أحدهما للصحابة والجيل الأول والثانية للمسلمين من الدرجات الثانية والعاشرة أمثالنا؟ فإن كان لدينا دليل على أن ما ينطبق علينا لا ينطبق على الصحابة فأين هو، هاتوه ففيه حل جميع المعضلات.