الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٢٨
سياسي مستقل، وحوصروا إعلاميا واقتصاديا، ثم قتلوا وشردوا وذاقوا الأمرين، فبقوا في زوايا التاريخ متمسكين بما عندهم، ثابتين عليه معارضين لكل النظم، شاعرين بأن الحق معهم لكنه سلب، فكان ذلك سبب انهيار الدولة.
وقطاع ثالث رأى تنافس القطاع الأول، واستئثاره على الآخرين، فظل ينظر إلى الكبار وأفعالهم وممارساتهم، ويتأسف لها ولا يبدي رأيا، وساعده على الاعتزال قوة شوكة الكبار من الفريق الأول، وعدم إشراكهم له في شئ له فيه حق. وهؤلاء هم العامة من الناس.
وظل الوضع على هذا. نعم كان من هم في السلطة يشعرون بخطر المعارضين، لكنهم لم يقاوموهم فكرة بفكرة، إذ جعلتهم قوة الحكم والسلطان في غير حاجة لفكر متين، فأسفر ذلك عن أمور:
الأول: أن الفكر السياسي عند أهل السنة بدأ متأخرا جدا إذا قورن بفكر شيعة أهل البيت الذين بقوا في المعارضة. ولما قرر علماؤنا أن يكتبوا في السياسة والدستور وجدوا أن هذا العلم قد
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست