اقضوا بالعدل يا أبناء الناس فما اشقى أولئك الذين يجلسون على منعطفات الشوارع ولا عمل لهم الا الحكم على المارة قائلين ذلك جميل وهذا قبيح ذلك حسن وهذا رديء ويل لهم لأنهم يرفعون قضيب الدينونة من يد الله الذي يقول اني شاهد وقاض ولا أعطي مجدي لأحد الحق أقول لكم ان هؤلاء يشهدون بما لم يروا ولم يسمعوا قط ويقضون دون أن ينصبوا قضاة وانهم لذلك مكروهون على الأرض أمام عيني الله الذي سيدينهم دينونة رهيبة في اليوم الآخر ويل لكم ويل لكم أنتم الذين تمدحون الشر وتدعون الشر خيرا لأنكم تحكمون على الله بأنه أثيم وهو منشىء الصلاح وتبررون الشيطان كأنه صالح وهو منشأ كل شر فتأملوا اي قصاص يحل بكم وان الوقوع في دينونة الله مخوف وستحل حينئذ على أولئك الذين يبررون الأثيم لأجل النقود ولا يقضون في دعوى اليتامى والأرامل الحق أقول لكم ان الشياطين سيقشعرون من دينونة هؤلاء لأنها ستكون رهيبة جدا أيها الانسان المنصوب قاضيا لا تنظر إلى شيء آخر لا إلى الأقرباء ولا إلى الأصدقاء ولا إلى الشرف ولا إلى الربح بل انظر فقط بخوف الله إلى الحق الذي يجب عليك أن تطلبه باجتهاد أعظم لأنه يقيك دينونة الله ولكني أنذرك أن من يدين بدون رحمة يدان بدون رحمة
(١٠١)