نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ٨٩
الفصل الأربعون فلما علم الشيطان بذلك تميز غيظا فاقترب إلى باب الجنة حيث كان الحارس حية مخوفة لها قوائم كجمل وأظافر أقدامها محددة من كل جانب كموسى فقال لها العدو اسمحي لي بأن أدخل الجنة أجابت الحية وكيف أسمح لك بالدخول وقد أمرني الله بأن أطردك أجاب الشيطان الا ترين كم يحبك الله إذ أقامك خارج الجنة لتحرسي كتلة من الطين وهي الانسان فإذا أدخلتني الجنة أجعلك رهيبة حتى أن كل أحد يهرب منك فتذهبين وتقيمين حسب أرادتك فقالت الحية وكيف أدخلك أجاب الشيطان انك كبيرة فافتحي فاك فأدخل بطنك فمتى دخلت الجنة ضعيني بجانب هاتين الكتلتين من الطين اللتين تمشيان حديثا على الأرض ففعلت عند ئذ الحية ذلك ووضعت الشيطان بجانب حواء لأن آدم زوجها كان نائما فتمثل الشيطان للمراة ملاكا جميلا وقال لها لماذا لا تأكلان من هذا التفاح وهذه الحنطة أجابت حواء قال لنا الهنا انا إذا أكلنا منها صرنا نجسين ولذلك يطردنا من الجنة فأجاب الشيطان انه لم يقل الصدق فيجب أن تعرفي ان الله شرير وحسود ولذلك لا يحتمل أندادا ولكنه يستعبد كل أحد وهو انما قال لكما ذلك لكيلا تصيرا ندين له ولكن إذا كنت وعشيرتك تعملان بنصيحتي فإنكما تأكلان من هذه الأثمار كما تأكلان من غيرها ولا تلبثا خاضعين لآخرين بل تعرفان الخير والشر كالله وتفعلان ما تريدان لأنكما تصيران ندين لله فأخذت حينئذ حواء وأكلت من هذه الأثمار ولما استيقظ زوجها أخبرته بكل ما قال الشيطان فتناول منها ما قدمته له وأكل وبينما كان الطعام نازلا ذكر كلام الله فلذلك أراد أن يوقف الطعام فوضع يده في حلقه حيث كل انسان له علامة
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»