أن يصير مختارا يجدفون على الله كأنه طاغ وظالم لأنه يأمر الخاطىء أن يخطئ وإذا أخطأ أن يتوب على أن هذا القدر ينزع من الخاطىء القدرة على ترك الخطيئة فيسلبه التوبة بالمرة الفصل الخامس والستون بعد المئة ولكن اسمعوا ما يقول الله على لسان يوئيل النبي لعمري يقول الهكم لا أريد موت الخاطىء بل أود أن يتحول إلى التوبة ايقدر الله إذا مالا يريده تأملوا ما يقول الله وما يقول فريسيو الزمن الحاضر يقول الله أيضا على لسان النبي أشعيا دعوت فلم تصغوا إلي وما أكثر ما دعا الله فاسمعوا ما يقول على لسان هذا النبي نفسه بسطت يدي طول النهار إلى شعب لا يصدقني بل يناقضني فإذا قال فريسيونا ان المنبوذ لا يقدر أن يصير مختارا فهل يقولون سوى ان الله يستهزئ بالبشر كما لو استهزأ باعمى يريه شيئا أبيض وكما لو استهزأ بأصم يكلمه في اذنيه أما كون المختار يمكن أن ينبذ فتأملوا ما يقول الهنا على لسان حزقيال النبي يقول الله لعمري إذا رجع البار عن بره وارتكب الفواحش فإنه يهلك ولا اذكر فيما بعد شيئا من بره فان بره سيخذله أمامي فلا ينجيه وهو متكل عليه أما نداء المنبوذين فماذا يقول الله فيه على لسان هوشع سوى هذا اني ادعو شعبا غير مختار فادعوهم مختارين ان الله صادق ولا يمكن أن يكذب وان الله لما كان هو الحق فهو يقول الحق ولكن فريسيي الوقت الحاضر يناقضون الله كل المناقضة بتعليمهم
(٢٤٣)