نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ٢٣٢
الفصل الخامس والخمسون بعد المئة حينئذ دعا رئيس الكهنة سرا كاهنين شيخين وأرسلهم إلى يسوع الذي كان قد خرج من الهيكل وكان جالسا في رواق سليمان منتظرا ليصلي صلاة الظهيرة وكان بجانبه تلاميذه مع جم غفير من الشعب فاقترب الكاهنان من يسوع وقالا لماذا اكل الانسان حنطة وثمرا هل أراد الله ان يأكلهما أم لا وانما قالا هذا ليجرباه لأنه لو قال إن الله أراد ذلك لاجابا لماذا نهى عنها وإذا قال إن الله لم يرد ذلك يقولان أن للانسان قوة أعظم من الله لأنه يعمل ضد إرادة الله أجاب يسوع ان سؤالكما كطريق في جبل ذو جرف عن اليمين وعن اليسار ولكن أسير في الوسط فلما سمع الكاهنان ذلك تحيرا لأنهما أدركا أن يسوع قد فهم قلبيهما ثم قال يسوع لما كان كل انسان محتاجا كان يعمل كل شيء لأجل منفعته ولكن الله الذي لا يحتاج إلى شيء عمل بحسب مشيئته لذلك لما خلق الانسان خلقه حرا ليعلم ان ليس لله حاجة اليه كما يفعل الملك الذي يعطى حرية لعبيده ليظهر ثروته وليكون عبيده أشد حبا له إذا قد خلق الله الانسان حرا لكي يكون أشد حبا لخالقه وليعرف جوده لأن الله وهو قادر على كل شيء غير محتاج إلى الانسان فإنه إذ خلقه بقدرته على كل شيء تركه حرا بجوده على طريقة يمكنه معها مقاومة الشر وفعل الخير وان الله على قدرته على منع الخطيئة لم يرد أن يضاد جوده إذ ليس عند الله تضاد فلما عملت قدرته على كل شيء وجوده عملهما في الانسان لم يقاوم الخطيئة في الانسان لكي تعمل في الانسان رحمة الله وبره وآية صدقي هي أن أقول لكما أن رئيس الكهنة قد أرسلكما لتجرباني وهذا هو ثمر كهنوته فانصرف الشيخان
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»