نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ٢٣١
مثلا ان من يقاص باخذ المال ومن يأخذ الحياة من المال يقاص ولكن من يأخذ الشرف يسرح لا لا البتة لان آباءنا بسبب تذمرهم لم يدخلوا ارض الموعد بل أبناؤهم ولهذه الخطيئة قتلت الأفاعي نحو سبعين ألفا من شعبنا لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته ان من يسرق الشرف يستحق عقوبة أعظم ممن يسرق رجلا ماله وحياته ومن يصغي إلى المتذمر فهو مذنب أيضا لان أحدهما يقبل الشيطان بلسانه والاخر من اذنيه فلما سمع الفريسيون هذا احتدموا غيظا لأنهم لم يقدروا ان يخطئوا خطابه فدنا حينئذ العلماء من يسوع أيها المعلم الصالح قل لي لماذا لم يهب الله أبوينا حنطة وثمرا فإنه إذا كان يعلم أنه لا بد من سقوطهما فمن المؤكد انه كان يجب أن يسمح لهما بالحنطة أوأن لا يرياها أجاب يسوع أنك أيها الرجل تدعوني صالحا ولكنك تخطىء لأن الله وحده هو الصالح وانك لأكثر خطأ في سؤالك لماذ لا يفعل الله حسب دماغك ولكن أجيبك عن كل شيء فأقيدك إذا ان الله خالقنا لا يوفق في عمله نفسه لنا لذلك لا يجوز للمخلوق أن يطلب طريقه وراحته بل بالحري مجد الله خالقه ليعتمد المخلوق على الخالق لا الخالق على المخلوق لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو وهب الله كل شيء لما عرف الانسان نفسه انه عبد الله ولكان حسب نفسه سيد الفردوس لذلك نهاه الله المبارك إلى الأبد الحق أقول لكم ان كل من كان نورعينيه جليا يرى كل شيء جليا يستخرج من الظلمة نفسها نورا ولكن الأعمى لا يفعل هكذا لذلك أقول لو لم يخطئ الانسان لما علمت انا ولا أنت رحمة الله وبره ولو خلق الله الانسان غير قادر على الخطيئة لكان ندا لله في ذلك الامر لذلك خلق الله المبارك الانسان صالحا وبارا ولكنه حر أن يفعل ما يريد من حيث حياته وخلاصه لنفسه أو لعنته فلما سمع العالم هذا اندهش وانصرف مرتبكا
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»