يخفف فيها البرد الحرارة ولا النار الجليد بل يعذب كل منها الخاطىء التعيس تعذيبا الفصل السادس والثلاثون بعد المئة ففي هذه البقعة الملعونة يقيم الكافرون إلى الأبد حتى لو فرض ان العالم ملىء حبوب دخن وكان طير واحد يحمل حبة واحدة منها كل مئة سنة إلى انقضاء العالم لسر الكافرون لو كان يتاح لهم بعد انقضائه الذهاب إلى الجنة ولكن ليس لهم هذا الامل إذ ليس لعذابهم من نهاية لأنهم لم يريدوا أن يضعوا حدا لخطيئتهم حبا في الله أما المؤمنون فسيكون لهم تعزية لأن لعذابهم نهاية فذعر التلاميذ لما سمعوا هذا وقالوا أيذهب إذا المؤمنون إلى الجحيم أجاب يسوع يتحتم على كل أحد أيا كان أن يذهب إلى الجحيم بيد أن ما لا مشاحة فيه ان الأطهار وأنبياء الله انما يذهبون إلى هناك ليشاهدوا لا ليكابدوا عقابا أما الأبرار فإنهم لا يكابدون الا الخوف وماذا أقول أفيدكم انه حتى رسول الله يذهب إلى هناك ليشاهد عدل الله فترتعد ثمة الجحيم لحضوره وبما أنه ذو جسد بشري يرفع العقاب عن كل ذي جسد بشري من المقضي عليهم بالعقاب فيمكث بلا مكابدة عقاب مدة إقامة رسول الله لمشاهدة الجحيم ولكنه لا يقيم هناك الا طرفة عين وانما يفعل الله هذا ليعرف كل مخلوق انه نال نفعا من رسول
(٢٠٩)