نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ٢٠٧
أسفل دركة مارا في سائر الدركات التي فوقه ومكابدا فيها جميع الآلام الموجودة فيها وكما أنه يطلب هنا أن يكون أعظم من الله لأنه يريد أن يفعل ما يعن له مما يخالف ما أمر به الله ولا يعترف بأن أحدا فوقه فهكذا يوضع تحت أقدام الشيطان وشياطينه فيدوسونه كما يداس العنب عند صنع الخمر وسيكون أضحوكة وسخرية للشياطين والحسود الذي يحتدم غيظا لفلاح قريبه ويتهلل لبلاياه يهبط إلى الدركة السادسة وهناك تنهشه أنياب عدد غفير من أفاعي الجحيم ويخيل له ان كل الأشياء في الجحيم تبتهج لعذابه وتتأسف لأنه لم يهبط إلى الدركة السابعة فلذلك فان عدل الله يخيل للحسود التعيس ذلك على اعواز الملعونين الفرح كما يخيل للمرء في حلم ان شخصا يرفسه فيتعذب تلك هي الغاية التي أمام الحسود التعيس ويخيل اليه حيث لا مسرة على الاطلاق ان كل أحد يبتهج لبليته ويتأسف ان التنكيل به لم يكن أشد أما الطماع فيهبط إلى الدركة الخامسة حيث يلم به فقر مدقع كما ألم بصاحب الولائم الغني وسيقدم له الشياطين زيادة في عذابه ما يشتهي فإذا صار في يديه اختطفته شياطين أخرى بعنف ناطقين بهذه الكلمات أذكر أنك لم تحب أن تعطي لمحبة الله ولذلك فلا يريد الله أن تنال ما أتعسه من انسان فإنه سيرى نفسه في تلك الحال فيذكر سعة العيش الماضي ويشاهد فاقة الحاضر وانه بالخيرات التي لا يقدر على الحصول عليها حينئذ كان يمكنه ان ينال النعيم الأبدي أما الدركة الرابعة فيهبط إليها الشهوانيون حيث يكون الذين قد غيروا الطريق التي أعطاهم الله كحنطة مطبوخة في براز الشيطان المحترق وهناك تعانقهم الأفاعي الجهنمية وأما الذين كانوا قد زنوا بالبغايا فستتحول كل أعمال هذه النجاسة فيهم إلى غشيان جنيات الجحيم اللواتي هن شياطين بصور نساء شعورهن من أفاع وأعينهن كبريت ملتهب وفمهن سام ولسانهن علقم وجسدهن محاط بشصوص مريشة بسنان
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»