شبيهة بالتي تصاد بها الأسماك الحمقاء ومخالبهن كمخالب العقبان واظافرهن أمواس وطبيعة أعضائهن التناسلية نار فمع هؤلاء يتمتع الشهوانيون على جمر الجحيم الذي سيكون سريرا لهم ويهبط إلى الدركة الثالثة الكسلان الذي لا يشتغل الان هنا تشاد مدن وصروح فخيمة ولا تكاد تنجز حتى تهدم توا لأنه ليس فيها حجر موضوع في محله فتوضع هذه الحجارة الضخمة على كتفي الكسلان الذي لا يكون مطلق اليدين فيبرد جسده وهو ماش ويخفف الحمل لأن الكسل قد أزال قوة ذراعيه وساقاه مكبلتان بأفاعي الجحيم وأنكى من ذلك أن وراءه الشياطين تدفعه وترمي به الأرض مرات متعددة وهو تحت العبء ولا يساعده أحد في رفعه بل لما كان أثقل من أن يرفع يوضع عليه مقدار مضاعف ويهبط إلى الدركة الثانية النهم فيكون هناك قحط إلى حد أن لا يوجد شيء يؤكل سوى العقارب الحية والأفاعي الحية التي تعذب عذابا أليما حتى أنهم لو لم يولدوا لكان خيرا لهم من أن يأكلوا مثل هذا الطعام وستقدم لهم الشياطين بحسب الظاهر أطعمة شهية ولكن لما كانت أيديهم وأرجلهم مغلولة بأغلال من نار لا يقدرون أن يمدوا يدا إذا بدا لهم الطعام وأنكى من ذلك أنه لما كانت هذه العقارب نفسها التي يأكلها لتلتهم بطنه غير قادرة على الخروج سريعا فإنها تمزق سوءة النهم ومتى خرجت نجسة وقذرة على ما هي عليه تؤكل مرة أخرى ويهبط المستشيط غضبا إلى الدركة الأولى حيث يمتهنه كل الشياطين وسائر الملعونين الذين هم أسفل منه مكانا فيرفسونه ويضربونه ويضجعونه على الطريق التي يمرون عليها واضعين أقدامهم على عنقه ومع هذا فهو غير قادر على المدافعة عن نفسه لأن يديه ورجليه مربوطة وأنكى من ذلك أنه غير قادر على اظهار غيظه بإهانة الآخرين لأن لسانه مربوط بشص شبيه بما يستعمله بائع اللحوم ففي هذا المكان الملعون يكون عقاب عام يشمل كل الدركات كمزيج من حبوب عديدة يصنع منه رغيف لأنه ستتحد بعدل الله النار والجمد والصواعق والبرق والكبريت والحرارة والبرد والريح والجنون والهلع على طريقة لا
(٢٠٨)