نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ١٨٣
الأهلين أقول هكذا يجب عليه أن يدفع كل اغراء خارجي من الخطيئة وأن يخشى الحس لأن له شغفا مفرطا بالأشياء الدنسة ولكن كيف يدافع عن نفسه إذا لم يكبح جماح العين التي هي أصل كل خطيئة جسدية لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته ان من ليست له عينان جسديتان يأمن من العقاب الا ما كان إلى الدركة الثالثة على أن من له عينان يحل به القصاص حتى الدركة السابعة حدث في زمن النبي إيليا ان إيليا رأى رجلا ضريرا حسن السيرة يبكي فسأله قائلا لماذا تبكي أيها الأخ أجاب الضرير أبكي لأني لا أقدر أن أبصر إيليا النبي قدوس الله فوبخه إيليا قائلا كف عن البكاء أيها الرجل لأنك ببكائك تخطىء أجاب الضرير الا فقل لي أرؤية نبي الله الذي يقيم الموتى وينزل نارا من السماء خطيئة أجاب إيليا انك لا تقول الصدق لأن إيليا لا يقدر أن يأتي شيئا مما قلت على الاطلاق فإنه رجل نظيرك لأن أهل العالم بأسرهم لا يقدرون أن يخلقوا ذبابة واحدة فقال الضرير انك تقول هذا أيها الرجل لأنه لا بد أن يكون قد وبخك إيليا على بعض خطاياك فلذلك تكرهه أجاب إيليا عسى أن تكون قد نطقت بالحق لأني لو أبغضت إيليا أيها الأخ لأحببت الله وكلما زدت بغضا لايليا زدت حبا في الله فاغتاظ الضرير لذلك غيظا شديدا وقال لعمر لله انك لفاجر أيمكن لأحد أن يحب الله وهو يكره نبي الله انصرف من هنا لأني لست بمصغ إليك فيما بعد أجاب إيليا أيها الأخ انك لترى الان بعقلك شدة شر البصر الجسدي لأنك تتمنى بصرا لتبصر إيليا وأنت تبغض إيليا بنفسك فأجاب الضرير الا فانصرف لأنك أنت الشيطان الذي يريد أن يجعلني أخطىء إلى قدوس الله فتنهد حينئذ إيليا وقال بدموع انك لقد قلت الصدق أيها الأخ لأن جسدي الذي تود ان تراه يفصلني عن الله فقال الضرير اني لا أود أن أراك بل لو كان لي عينان لأغمضتهما لكي لا أراك حينئذ قال إيليا اعلم أيها الأخ اني أنا إيليا أجاب الضرير
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»