نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ١٧٢
عن العقل وعن شريعة الله فيصيرون مكروهين منبوذين ولا يعملون صالحا الفصل السابع بعد المئة وهكذا فان أول شيء يتبع الحزن على الخطيئة الصوم لأن من يرى أن نوعا من الطعام أمرضه حتى خشي الموت فإنه بعد أن يحزن على أكله يعرض عنه حتى لا يمرض فهكذا يجب على الخاطيء أن يفعل فمتى رأى أن اللذة جعلته يخطئ إلى الله خالقه باتباعه الحس في طيبات العالم هذه فليحزن لأنه فعل هكذا لان هذا يحرمه من الله حياته ويعطيه موت الجحيم الأبدي ولكن لما كان الانسان محتاجا وهو عائش إلى مناولة طيبات العالم هذه وجب عليه هنا الصوم فليأخذ إذا في أماتة الحس وأن يعرف الله سيدا له ومتى رأى أن الحس يمقت الصوم فليضع قبالته حال الجحيم حيث لا لذة على الاطلاق بل الوقوع في حزن متناه ليضع قبالته مسرات الجنة التي هي عظيمة بحيث أن حبة من ملاذ الجنة لأعظم من ملاذ العالم بأسرها فبهذا يسهل تسكينه لأن القناعة بالقليل لنيل الكثير لخير من اطلاق العنان في القليل مع الحرمان من كل شيء والمقام في العذاب وعليكم أن تذكروا الغنى صاحب الولائم لكي تصوموا جيدا لأنه لما أراد هنا على الأرض أن يتنعم كل يوم حرم إلى الأبد من قطرة واحدة من الماء بينا أن لعازر إذ قنع بالفتات هنا على الأرض سيعيش إلى الأبد في بحبوحة من ملاذ الجنة ولكن ليكن التائب متيقظا لأن الشيطان يحاول أن يبطل كل عمل صالح ويخص عمل التائب أكثر مما سواه لأن التائب قد عصاه وانقلب عليه عدوا عنيدا بعد أن كان عبدا أمينا فلذلك يحاول الشيطان أن يحمله على عدم الصوم في حال من الأحوال بشبهة المرض فإذا لم يغن هذا أغراه بالغلو في الصوم حتى ينتابه
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»