برحمة الله ربنا ومن المؤكد أنه يجب على الانسان أن يشتهي الصالح ليهبه الله إياه قولوا لي أتأخذون وأنتم على المائدة اللحوم التي تأنفون من النظر إليها لا البتة كذلك أقول لكم انكم لا تنالون ما لا تشتهون ان الله لقادر إذا اشتهيتم الطهارة ان يجعلكم طاهرين في أقل من طرفة عين ولكن الهنا يريد أن ننتظر ونطلب لكي يشعر الانسان بالهبة والواهب أرأيتم الذين يتمرنون على رمي هدف حقا انهم ليرمون مرارا متعددة عبثا وكيفما كانت الحال فهم لا يرغبون مطلقا ان يرموا عبثا ولكنهم يؤملون دوما أن يصيبوا الهدف فافعلوا هكذا أنتم الذين تشتهون دوما أن تذكروا الله ومتى غفلتم فنوحوا لأن الله سيهبكم نعمة لتبلغوا كل ما قد قلته ان الصوم والسهر الروحي متلازمان حتى إذا أبطل أحد السهر بطل الصوم توا لأن الانسان بارتكاب الخطيئة يبطل صوم النفس ويغفل عن الله وهكذا فان السهر والصوم من حيث النفس لازمان دوما لنا لسائر الناس لأنه لا يجوز لاحد أن يخطئ أما صوم الجسد وسهره فصدقوني انهما غير ممكنين في كل حين ولا لكل شخص لأنه يوجد مرضى وشيوخ وحبالى وقوم مقصورون على طعام الحمية وأطفال وغيرهم من أصحاب البنية الضعيفة وكما أن كل أحد يلبس بحسب قياسه الخاص هكذا يجب عليه أن يختار صومه لأنه كما أن أثواب الطفل لا تصلح لرجل ابن ثلاثين سنة هكذا لا يصلح صوم أحد وسهره لآخر الفصل الحادي عشر بعد المئة ولكن احذروا من الشيطان أن يوجه كل قوته لأن تسهروا في أثناء الليل ثم تناموا بعد ذلك على حين يجب عليكم بوصية الله أن تصلوا وتصغوا إلى كلمة
(١٧٦)