مرض فيعيش بعد ذلك متنعما فإذا لم يفلح في هذا أن يجعله يقصر صومه على ترك الطعام الجسدي حتى يكون مثله لا يأكل شيئا ولكنه يرتكب الخطيئة على الدوام لعمر الله انه لممقوت ان يحرم المرء الجسد من الطعام ويملاالنفس كبرياء محتقرا الذين لا يصومون وحاسبا نفسه أفضل منهم قولوا لي ايفاخر المريض بطعام الحمية الذي فرضه عليه الطبيب ويدعو الذين لا يقتصرون على طعام الحمية مجانين لاالبتة بل يحزن للمرض الذي اضطر بسببه الا الاقتصار على طعام الحمية انني أقول لكم انه لا يجب على التائب أن يفاخر بصومه ويحتقر الذين لا يصومون بل يجب عليه أن يحزن للخطيئة التي يصوم لأجلها ولا يجب على التائب الذي يصوم أن يتناول طعاما شهيا بل يقتصر على الطعام الخشن افيعطى الانسان طعاما شهيا للكلب الذي يعض وللفرس الذي يرفس لا البتة بل الامر بالعكس وليكن هذا كفاية لكم في شأن الصوم الفصل الثامن بعد المئة أصيخوا السمع إذا لما سأقوله لكم بشأن السهر انه لما كان قسمين اي نوم للجسد ونوم النفس وجب عليكم أن تحذروا في السهر كي لا تنام النفس والجسد ساهر ان هذا يكون خطأ فاحشا جدا ما قولكم في هذا المثل بينما كان انسان ماشيا اصطدم بصخر فلكي يتجنب أن تصدم به رجله أكثر من ذلك صدمه برأسه فما هو حال رجل كهذا أجاب التلاميذ انه تعيس فان رجلا كهذا مصاب بالجنون فقال حينئذ يسوع حسنا أجبتم فاني أقول لكم حقا ان من يسهر بالجسد وينام بالنفس لمصاب بالجنون وكما أن المرض الروحي أشد خطرا من الجسدي فشقاؤه أشد صعوبة افيفاخر إذا تعيس كهذا بعدم النوم بالجسد الذي هو رجل الحياة بينا هو لا يرى شقاءه في أنه ينام بالنفس التي هي
(١٧٣)