نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ١٦٧
تبنى أحد عبيده وجعله سيدا على كل ما يملكه فحدث بسعاية ماكر خبيث ان وقع هذا التعيس تحت غضب الملك فأصابه شقاء عظيم لا في مقتنياته فقط بل احتقر وانتزع منه ما كان يربحه كل يوم من العمل أتظنون أن مثل هذا الرجل يضحك مرة ما فأجاب التلاميذ لا البتة لأنه لو عرف الملك بذلك لامر بقتله إذ يرى أنه يضحك من غضبه ولكن الأرجح أنه يبكي نهارا وليلا ثم بكى يسوع قائلا ويل للعالم لأنه سيحل به عذاب أبدي ما أتعسك أيها الجنس البشري فان الله قد اختارك ابنا واهبا إياك الجنة ولكنك أيها التعيس سقطت تحت غضب الله بعمل الشيطان وطردت من الجنة وحكم عليك بالإقامة في العالم النجس حيث تنال كل شيء بكدح وكل عمل صالح لك يحبط بتوالي ارتكاب الخطايا وانما العالم يضحك والذي هو شر من ذلك أن الخاطىء الأكبر يضحك أكثر من غيره فسيكون كما قلتم ان الله يحكم بالموت الأبدي على الخاطىء الذي يضحك لخطاياه ولا يبكي عليها الفصل الثالث بعد المئة ان بكاء الخاطىء يجب أن يكون كبكاء أب على ابن مشرف على الموت ما أعظم جنون الانسان الذي يبكي على الجسد الذي فارقته النفس ولا يبكي على النفس التي فارقتها رحمة الله بسبب الخطيئة قولوا لي إذا قدر النوتي الذي كسر العاصفة سفينته على أن يسترد بالبكاء كل ما خسر فماذا يفعل من المؤكد أنه يبكي بمرارة ولكن أقول لكم حقا ان الانسان يخطئ في البكاء على أي شيء الا على خطيئته فقط لأن كل شقاء يحل بالانسان انما يحل به من الله لخلاصه حتى أنه يجب عليه أن يتهلل له ولكن الخطيئة انما
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»