في التراب أو في الطين وكان غيرها شبيها بالحيات.
وكان الدبيب جملة كريها عندهم لأن الدب يذكرهم بالحية ولعنة المجرب.
وكانت هذه الحيوانات نجسة في كل خال.
ولكن لحم الحيوانات الطاهرة كان قابلا للتنجس فنهت الشريعة عن أكل ما قدم ذبيحة للأوثان والمخنوق أي ما مات بنفسه أو افترسته حيوان أو طير ضار أما الدم وشحم الطير والحيوان فكان مقدسا للرب وما أجيز لأحد ولا للغريب النازل بين بني إسرائيل أن يأكل الدم (لا 17: 10 - 14).
ومن أكل من الدم يقطع من شعبة (ص 7: 27 و 17: 10 و 14). وكان من تعدى الشرائع المتعلقة بالحيوانات النجسة صار نجسا إلى المساء (ص 11: 24 و 40 و 17 و 15 أما الحيوانات التي ماتت من نفسها فأجيز بيعها للأجنبي وأن يأكلها (تث 14: 21).
ثانيا النجاسة: ميز الشرع بين الطاهر والمقدس - لا 10: 10)، مثلا الحيوانات طاهرة أو نجسة لا مقدسة أو محللة. والنجاسة طقسية وليست دنسا خلقيا. كانت تخرج الإنسان من الهيكل (ص 7:
20 و 21)، ومن شركته مع الشعب ولكنها لم تكن تقطع الاتحاد الروحي مع الله بالصلاة.
وكانت النواميس التي تحدد النجاسة في بعض الأحوال يؤيدها الأمر " كونوا قديسين لأني أنا قدوس " (ص 11: 44 و 45). وأن يحفظ الإنسان نفسه من النجاسة هو أن يعتبر أنه مفروز لخدمة خاصة وأنه بوصفه رجلا لله هو قدوس للرب ويجب أن يبقى منفصلا ولا يمس نجسا. وفضلا عن ذلك النجاسة الطقسية كانت مثال الخطيئة. ثم النظافة الطبيعية كانت غير الطهارة الطقسية ولم تكونا مرادفتين مع أنهما كانتا تتطابقان أحيانا. وكان رغد العيش ومتطلبات المجتمع تفرض النظافة على العبرانيين. وكان الخاشعون إذا اقتربوا من الله يسلكون بالفطرة حسب قواعد النظافة التي يتبعها الناس بعلائقهم المتبادلة وعبر عن هذه القواعد بوصايا وفرائض (خر 19: 12 و 14 و 30: 18 - 21 ويش 3: 5) فالدنس الطقسي الذي من أجله وجد التطهير كان ينقل إلى الإنسان بطريقة خاصة وكان منحصرا في بعض الأعمال والظواهر. فكان يكتسب على الأوجه الآتية:
(1) بمس جثة إنسان (عد 19: 11 - 22).
وكان هذا أثقل دنس لأن أثر الخطيئة يظهر بأجلى بيان في موت الإنسان وانحلال جسمه. والنجاسة الناتجة عن هذا السبب تبقى سبعة أيام والإنسان يطهر منها برش ماء النجاسة عليه. وأيضا استعمال رماد البقرة الحمراء الذي كان يطهر من الدنس الناتج عن مس الميت الذي كان ينجس (عدد 7 - 10). والطاهر إذا مس شخصا نجسا يتنجس إلى المساء (عد 22) (2) البرص إذا ضرب انسانا أو ثوبا أو بيتا (لا ص 13 و 14). كان الأبرص يقيم خارج المجتمع البشري يحتاج لتطهيره غسلا وذبيحة.
(3) السيلان الطبيعي والمرضي من أعضاء التناسل (لا 15)، بما في ذلك نجاسة الوضع (لا 12).
لم يكن التناسل والولادة خطيئتين في حد ذاتهما فقد أوصى الله بهما (تك 1: 27 و 28). ومع ذلك فتدلس السيلانات الجسدية المتعلق بهما في الرجل أو المرأة، طوعية كانت أو كرهية. إن تشابه الإنسان مع الحيوانات السفلى ظاهر في التناسل، وإن كان الزواج صالحا إلا أنهم في السماء لا يزوجون ولا يتزوجون.
وأغلب الظن أن الحكم الإلهي الذي صدر على حواء بسبب الخطيئة كان يذكر بالنسبة لولادة الأولاد.