قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٣٢
والغم والرجاء والفرح عامة، على نحو يجعل كل نفس تقية في كل عصر وكل بلد تشعر بمناسبتها لاحتياجاتها.
وإن لم تشعر كل الشعور بقوة كل مزمور فما ذلك إلا لعدم إدراك جميع الظروف المحيطة بتأليفه. والمزامير شعر ويقتضي لفهمه أحاسيس مناسبة لأحاسيس الشاعر لكي يتضح للقارئ معناه العميق. لذلك فمن المزامير ما لا يمكن فهمه إلا في أوقات التجربة والضيق. ومنها ما لا يمكن فهمه إلا في وقت الاضطهاد وغيرها في وقت الفرح والابتهاج. غير أنه على قدر زيادة اختبارنا الروحي تكون زيادة إدراكنا لمناسبة المزامير لكل ظروف الحياة. وهكذا نلاحظ أن أكثر الأسفار الكتابية قراءة هي الأناجيل والمزامير. كذلك صارت المزامير أساس كثير من ترانيمنا المسيحية المستعملة في العبادة الفردية والجمهورية في كل المسكونة. وسوف تظل كذلك مدى الدهور. ولا ريب أنه اختبار عجيب يجوزه كل مسيحي يفكر في هذه الترنيمات ويدرك أنها هي بعينها كانت سببا في التأثير في أحاسيس موسى وداود وآساف قديما.
مؤلفو المزامير: قد استمر تأليف المزامير مدة نحو ألف سنة، من أيام موسى إلى العودة من السبي البابلي، أو حتى بعدها بقليل في أيام عزرا. غير أن أكثرها كتب في أيام داود وسليمان. وينسب 73 مزمورا منها لداود حسب عناوينها هي 3 - 9 و 11 - 32 و 34 - 41 و 51 - 65 و 68 - 70 و 86 و 101 و 103 و 108 - 110 و 122 و 124 و 131 و 133 و 138 - 145. وكان هو أشهر المؤلفين ورئيس المرنمين في إسرائيل. لذلك كثيرا ما سميت كمجموع " مزامير داود ". وهذه المزامير بسيطة وقوية العبارة تجتمع فيها الرقة مع الإيمان. وترسم أمامنا صورة إنسان مجاهد ضد العقبات الداخلية والخارجية في الطريق إلى مدينة الله.
كذلك ينسب 12 مزمورا لآساف 50 و 73 - 83 وكان آساف لاويا وأحد رؤساء آلات الطرب والترتيل لداود (1 أخبار 15: 17 و 19 و 2 أخبار 29: 30).
وتتميز مزاميره بأنها تعليمية.
وينسب لنبي قورح 11 مزمورا. وهؤلاء عائلة شعراء كانوا يمارسون وظيفة الكهنوت في أيام داود وخلفائه (1 أخبار 6: 22 و 9: 19 و 26: 1 و 2 أخبار 20: 19)، وهي المزامير 42 و 44 - 49 و 84 و 85 و 87 و 88 ومن هذه المجموعة سبعة تختص بأيام داود وسليمان. وتمتاز هذه المزامير بحسن شعرها وروعة خيالها وإبداعه.
وينسب مزموران لسليمان هما 72 و 127 وواحد لموسى 90.
أنواع المزامير: وتقسم المزامير حسب متضمناتها إلى ثمانية أقسام:
1 - مزامير الحمد والتسبيح 8 و 19 و 24 و 33 و 34 و 36 و 96 و 100 و 103 و 107 و 121 و 146 - 150.
2 - مزامير الشكر لأجل المراحم بالنسبة لأشخاص بذاتهم 9 و 18 و 22 و 30 وبالنسبة لشعب إسرائيل 46 و 48 و 65 و 98.
3 - مزامير التوبة 6 و 25 و 32 و 38 و 51 و 102 و 130 و 143.
4 - مزامير السفر والارتحال لتقديم العبادة، وهي ترنيمات المصاعد 120 - 134.
5 - مزامير تاريخية تذكر معاملة الله المستقيمة والرحيمة مع شعبه 78 و 105 و 106.
6 - مزامير نبوية ومسيحية مؤسسة على وعد الله لداود وبيته (2 صم 7: 12 - 16) وهي 2 و 16 و 22 و 40 و 45 و 68 و 69 و 72 و 97 و 110 و 118.
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»