قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٣٥
الشهر التالي، وكذلك تقديم بقية التقدمات في أوانها. وكانت السنة قبل السبي تبدأ في الخريف ثم صارت بعد السبي تبدأ في الربيع.
وقد استخدم اليهود السنة الشمسية بعد السبي مع احتفاظهم بالسنة القمرية لأجل الحياة الدينية. وكانت أيام شهورها 29 يوما ونصف يوم. ثم حاولوا أن يوفقوا بين السنة الشمسية والقمرية بإضافة شهر قمري إلى السنة أسموه آذار الثاني وذلك سبع مرات في خلال دورة تسعة عشر عاما (Metonic Cycle) وذلك في السنة الثالثة والسادسة والثامنة والحادية عشرة والرابعة عشرة والسابعة عشرة والتاسعة عشرة. وقد نقل اليهود هذا النظام عن البابليين.
وكان لليهود المتأخرين مبتدآن للسنة، فقد كان الشهر السابع المدني هو الشهر الأول للسنة المقدسة.
كما ابتدأت السنون السابعة واليوبيلية في الشهر السابع ويرجح أن ذلك كان مرتبا لأسباب زراعية.
وأما أعيادهم وأيامهم المقدسة فكانت قليلة في الأزمنة الأولى، وانحصرت في السبوت والأهلة، ثم في أربعة أعياد كبيرة وصوم واحد. والأعياد هي عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد الأبواق وعيد المظال.
أما الصوم فكان صوم يوم الكفارة. إلا أنه بعد السبي أضيفت أعياد وأصوام كثيرة منها: عيد الفوريم وعيد التدشين وصيام وهذه جعلت الشعب يفكرون في مصائبهم وقت السبي. أما السنة السابعة فكانت سنة راحة تبتدئ في الشهر السابع وقت عيد المظال (تث 31: 10) كذلك تبتدئ سنة اليوبيل يوم الفصح في نهاية 49 سنة وكانت شبيهة بالسنة السابعة إلا أنها كانت أكثر أهمية منها.
وقد كان اليهود يعدون السنين لملوكهم من وقت نهايتها وليس من تاريخ بداية الملك وتبوء العرش.
ويمكننا تمييز حقب الوقت اليهودي على وجه تقريبي فإذا هي سبع حقب:
(1) من الخليقة إلى ارتحال أبرام من حاران، ويصعب تحقيق هذه الفترة لأنها كانت في عصور سحيقة ولأننا لا نعرف على وجه التحقيق الطريقة التي اتبعت في حساب تلك الأزمنة ولا نعرف أيضا إذا كان الوحي قد ذكر كل الأسماء بالتسلسل أم ذكر أسماء الأشخاص البارزين فقط التي عندنا أولا من آدم إلى نوح وأولاده (تك 5: 3 - 32)، ثم من سام إلى أبرام (تك 11: 10 - 26).
(2) من ارتحال أبرام من حاران إلى الخروج، ويظن بعضهم أنها 430 سنة (غل 3: 17).
وقال آخرون بأنها 645 سنة (خر 12: 40) بحسب النص العبري.
(3) من الخروج إلى تأسيس هيكل سليمان، وقد اعتبرت هذه الحقبة اثنتي عشرة فترة تبلغ كل واحدة منها أربعون سنة، فتكون كلها 180 سنة (1 مل 6: 1). وأول أجزاء هذه الحقبة الفترة التي في البرية (خر 16: 35 وعد 14: 33)، كما استغرق عصر القضاة ست فترات أو ثمانية (قض 3: 11 و 30 و 5: 31 و 8: 28 و 13: 1 و 10: 1 - 3 و 12:
7 - 14)، ثم عهد كهانة عالي (1 صم 4: 18)، ثم عهد ملك شاول (اع 13: 21)، وأخيرا عهد ملك داود (1 مل 2: 11).
ولا ينبغي أن يفوتنا أن ندرك أن أجزاء هذه الحقبة لم تكن كلها متساوية تماما لأن الأربعين سنة في كل منها كانت تتفاوت طولا وقصرا، كما أن الاختلاف في تحديد وقت هذه الحقبة راجع إلى الاختلاف في طريقة حسابها وحدودها.
(4) من تأسيس هيكل سليمان إلى خرابه، وتاريخ هذه الحقبة أكثر دقة ويقينا بالنسبة لشهادة الآثار وشهادة تاريخ الأمم للتاريخ المقدس في
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»