الرب وباذلين وسعهما ليحصلا على نعمة الروح القدس (لو 1: 6). أما مولد يوحنا فأعلن له بطريقة عجيبة خارقة للعادة. فلم يصدق بل شك وطلب علامة غير اعتيادية دفعا لما في نفسه من الريبة فكانت آيته أن فقد قوة النطق وبقي صامتا إلى اليوم الثامن بعد ميلاد أصبي إذ دعاه يوحنا حسب قول الملاك له، وفي الحال انطلق لسانه وعاودته قوة النطق، فأخذ يشكر الله ويحمده مملوءا من الروح ومسبحا الرب بنشيد أشبه بالتسابيح العبرانية القديمة (لو 1: 57 - 80).
(3) زكريا بن يهوياداع (ويرجح أنه كان حفيده) وكان كاهنا للرب في أيام أخزيا ويوآش وبعد موت يهوياداع الموقر الذي كان يتمتع بالاحترام والاكرام والذي كان صديقا وحاميا ومرشدا ليوآش قام الملك والشعب وتركوا بيت الرب إله آبائهم وعبدوا الإلهة أشيرة والأصنام.
أما زكريا بن يهوياداع هذا، وكان قد تنصب كاهنا، إذ كان قد رأى ما كان من الملك والشعب قام بإرشاد الروح وتوعدهم على تمردهم وشر قلوبهم وهو في حالة الغيظ الشديد، غير أن خطابه أثار غضبهم ففتنوا عليه ورجموه بحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل بأمر الملك الناكر للجميل، أما هو فرفع دعواه إلى الله واستغاث بملك يهوذا العظيم لينتقم له من أعدائه إذ قال: " الرب ينظر ويطالب " " 2 أخبار 24: 20 - 22). وقد أشار المسيح إلى هذه الحادثة الفظيعة في مت 23: 35 ولو 11: 51، وقد دعاه المسيح في متى زكريا بن برخيا ولعله استعمل لفظة " ابن " هنا كما تستعمل في مواضع كثيرة في الكتاب للدلالة على النسب فقط فيكون برخيا أحد أجداد زكريا كما يقال أن يسوع ابن داود.
(4) رجل عاش في أرض يهوذا في أيام عزيا ولا يعمل عنه وعن خلقه ووظيفته إلا القليل غير أنه كان فاهما بمناظر الرب (2 أخبار 26: 5) وربما يراد بهذا التعبير أنه كان تقيا أو كان له نوع خاص من النبوة. أما مشورته على عزيا فكانت مرشدة له لإتمام واجباته وكانت سببا لفلاحه. وربما كان هو أبا " لأبي " أو " أبية " امرأة آحاز وجدا لحزقيا (2 مل 18: 2 و 2 أخبار 29: 1).
(5) هو ابن يبرخيا الذي اتخذه إشعياء شاهدا أمينا على علاقته مع " النبية " التي حبلت منه وولدت له ابنا (اش 8: 2) والأرجح أنه كان من بني آساف (2 أخبار 29: 13).
(6) زكريا بن برخيا بن عدو، وهو الحادي عشر بين الأنبياء الصغار، وفي عز 5: 1 و 6: 14 يذكر إنه " ابن عدو ". وسبب ذلك، على الأرجح، هو أن أباه برخيا مات في ريعان الشباب فنسب حسب العوائد إلى جده عدو الذي كان مشهورا أكثر من أبيه. ويظهر أنه كان من نسل لاوي ولذلك كان مستحقا وظيفة كاهن ونبي (نح 12: 16). وقد تنبأ زكريا في الشهر الثامن من السنة الثانية لداريوس الملك وذلك في غضون المدة التي أذن فيها لرجال يهوذا أن يرجعوا من سبي بابل فكان من أهم الأمور لديه أن يقوي عزائم الشعب الضعيف وينهض هممهم الساقطة لينزعوا عنهم نير بابل ويعززوا روح التقوى فيما بينهم ويرجعوا اليهودية إلى ما كانت عليه من عز وقوة. فيرى رؤى مشجعة ويقدم رسائل روحية عظيمة بخصوص الصوم والطاعة كما يقدم نبوات متنوعة بخصوص المسيح ومجيئة وجروحه، كما يرتفع بالفكر إلى نهاية الأيام وملك المسيح.
ويذكر التقليد اليهودي أن زكريا هذا طالت أيامه وعاش في بلاده ودفن بجانب حجي الذي كان زميلا له.
سفر زكريا: هو السفر الحادي عشر بين مجموعة الأسفار التي تسمى " بالأنبياء الصغار " والرأي