قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٦٦
ألف مقاتل وبها 240 مدينة وقرية بين حدود القسمين وأصغر هذه القرى سكانها 15000 نسمة وأكبر المدن سيفوريس (صفورية) كان بها خليط من الأجناس أدى إلى نبرات خاصة في لغتهم كما هو واضح من مرقس 14: 70 ولوقا 22: 59 وأعمال 2: 7، سكنها قديما أربعة أسباط وهم يساكر، زبولون، نفتالي، وأشير. وكان الاعتقاد أن شعب الجليل لا يمكن أن يكون منه نبي (يوحنا 7: 41 - 52) غير أن معظم رسل المسيح كانوا من الجليل. وكان يسوع يعرف بأنه الجليلي (متى 26: 69) ففيهما نشأ وتهذب وخدم في حدودها الشرقية عند بحر الجليل وداخل منطقتها في كورزين وبيت صيدا وكفرناحوم ونايين وقانا والناصرة. وقيل عن بطرس أنه جليلي ولغته تظهره (متى 26: 69 و 73 ومرقس 14: 70).
طول مقاطعة الجليل 19 ميلا وعرضها 25 ميلا، على العموم هي جبلية خصبة تنمو فيها الحبوب وتكثر فيها الجبال مثل الكرمل وجلبوع وتابور ويبلغ ارتفاع بعضها إلى 4000 قدم.
بحر الجليل: بحيرة عذبة تستمد مياهها من نهر الأردن واسم بحر الجليل القديم بحر كنارة (عدد 34: 11) ثم بحيرة جنيسارت (لوقا 5: 1) وبحر الجليل أو بحر طبرية (يوحنا 6: 1 و 21: 1) وهو الاسم المشهور به بين العرب. ولهذا البحر شأن عظيم في الأناجيل من حيث نسبته إلى تاريخ حياة المخلص في بدء حياته فإن كفرناحوم التي كثيرا ما وطئتها أقدام المسيح تقع على شاطئه. ومنها اختار أربعة من تلاميذه الصيادين الذين جعلهم صيادي الناس. وبعد صلب المسيح تفرق شمل تلاميذه غير أنه بعد قيامته اجتمع بهم على شاطئ ذلك البحر لأنهم كانوا قد رجعوا إلى هناك يشتغلون بحرفتهم القديمة.
وكان الصيد مهنة مريحة (مرقس 1: 20) ويعد بعض السياح 22 نوعا من السمك هناك من الأنواع الصغيرة والكبيرة الشهية الطعم ويشبهها ما في الأردن وفروعه. وهذا البحر محاط بتلال وهضاب إلا في سهول البطيحة من الشمال والغوير وطبرية والغوير من الجنوب حيث يلتقي به نهر الأردن في دخوله وخروجه وتلك الهضاب من الغرب كلسية بركانية وأما من الشرق فبركانية ويبلغ علوها أكثر من 1000 قدم.
أما طول البحر من الشمال إلى الجنوب فيبلغ نحو اثني عشر ميلا ونصف وطرفه العريض المقابل لقرية المجدل يبلغ سبعة أميال ونصف وسطحه يقل ارتفاعا بنحو 682 قدما عن سطح البحر الأبيض المتوسط. وبسبب انخفاض سطحه فمناخه نصف حار. وبالقرب منه جبل حرمون المتوج بالثلوج ولذلك كثيرا ما تثور الأرياح وتعصف الأنواء بغتة مارة بمنحدر الجبل وتنتهي في سطح البحر. وقد جاء في الإنجيل أن زوبعة من هذا النوع فاجأت السفينة التي كانت تقل التلاميذ دون سيدهم وأن يسوع جاء إليهم ماشيا على تلك الأمواج العجاجة ولما دنا من السفينة نزل بطرس لملاقاته على الماء ولم يصب بأدنى أذى (مت 14: 24 - 36). وورد أيضا في الأناجيل أن النوء هاج على السفينة بينما كان
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»