الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٤٠٥
الفصل الثامن هل يمكن توحيد الأديان؟
وإذا لم يمكن، فما هو الدين الحق، دين السلام العام والحب العام الذي بشر به إنجيل برنابا، ليظهر على الدين كله؟
" رأيت فيما يرى النائم، عند الانتهاء من هذا البحث، ملعبا يتقاذف فيه اللاعبون الكرة، وكلما قذفها أحدهم، نادى مناد (للدين join)، ومعنى هذه الكلمة يصل من الصلة، ولما لم يقل (goal)، فسرت الرؤيا بأن الذين يقولون بتوحيد الأديان، إنما يفعلون ذلك، لصلات وأغراض مادية، ولا هدف روحي لهم، إذ لو فكروا قليلا، لتبصروا "!
(1) عند التفكير في كتابة هذا الفصل، لأختم به الكتاب، قابلني في الصباح عند ذهابي لعملي، الأستاذ حبيب....، وهو صديق مسيحي متدين يكثر في حديثه من قول " قال المسيح كذا "، و " فعل المسيح كذا " فكنت لا أعترض على أقواله، لأنها لم تتعرض لأصل العقيدة، ولكنه في هذه المرة قال، إن المسيح قال " أنا والله واحد "، فاستنكرت هذا القول وأنكرت أنه قاله، وقلت له كيف يكون ذلك؟! فأدرك أنه غير معقول في حديثه، وفسر كلامه بأنه يريد " أنه وكل إنسان من روح الله ومع الله "، فقلت له إن هذا التفسير هو الذي أقبله، وأنه يجب أن نفرق بين الحب والتقديس، فالحب يكون للأنبياء والرسل والأولياء والقديسيين وكل البشر - على التفاوت فيه وفي درجاته - ولكن التقديس، وهو بمعناه الخاص السامي، لا يكون إلا لله وحده.
على أن المسيح إنما قال للكهنة حينما كان يحاجهم:
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»