الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٨٨
" في البقعة الملعونة... يقيم الكافرون إلى الأبد.. إذ ليس لعذابهم من نهاية، لأنهم لم يريدوا أن يضعوا حدا لخطيئتهم، حبا في الله، أما المؤمنون، فسيكون لهم تعزية، لأن لعذابهم نهاية.. يتحتم على كل أحد أيا كان، أن يذهب إلى الجحيم، بيد أن ما لا مشاحة فيه، أن الأطهار وأنبياء الله إنما يذهبون إلى هنالك ليشاهدوا عدل الله، لا ليكابدوا عقابا، أما الأبرار فإنهم لا يكابدون إلا الخوف.. إنه حتى رسول الله يذهب إلى هناك ليشاهد عدل الله، فترتعد ثمة الجحيم لحضوره (1) "!
" الجنة هي البيت الذي يخزن الله فيه مسراته، التي هي عظيمة جدا..
رأى هذه المسرات أبونا داود نبي الله، فإن الله أراه إياها إذ يسر له أن يبصر مجد الجنة، ولذلك لما عاد إلى نفسه، غطى عينيه بكلتا يديه، وقال باكيا " لا تنظري فيما بعد إلى هذا العالم يا عيني، لأن كل شئ فيه باطل، وليس فيه شئ جيد "!
(7) التفكر في خلق الله:
يقول الغزالي إن معنى الفكر، هو إحضار معرفتين في القلب (مثل أن الأبقى أولى بالإيثار، وأن الآخرة أبقى من الدنيا)، ليستثمر منهما معرفة ثالثة (وهي في مثالنا أن الآخرة أولى بالإيثار)، وأما ثمرة الفكر، فهي العلوم والأحوال والأعمال، ولكن ثمرته الخاصة، العلم لا غير، فإذا حصل العلم في القلب، وإذا تغير حال القلب، تغيرت أعمال الجوارح! وذكر القلب خير من عمل الجوارح، بل شرف العمل لما فيه من الذكر، ولذا قيل " تفكر ساعة خير من عبادة سنة "!
والفكر قد يجري في أمر يتعلق بالدين (المعاملة بين العبد وبين الرب)، وقد يجري فيما يتعلق بغير الدين، وجميع أفكار العبد (الدينية)، إما أن تتعلق بالعبد وصفاته وأحواله، وإما أن تتعلق بالمعبود وصفاته وأفعاله، ومحب الله تعالى

(1) راجع ص 211 من إنجيل برنابا.
(2) راجع ص 260 و 261 من إنجيل برنابا.
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»