قد ثبت بحمده تعالى بهذه الدلائل التوسل بذوات الأنبياء والصالحين خصوصا بذات النبي صلى الله عليه وسلم قبل خلقه وبعده وفي حياته وبعد وفاته بالقرآن والأحاديث الصحيحة.
وقد انعقد الإجماع على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته من زمن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين إلى الآن ومن قال بخلافه من المتأخرين فقد رد عليه قوله لأن قوله خلاف لإجماع الصحابة ومن بعدهم من الأمة والقول المخالف للإجماع مردود لا يعبأ به.
الإجماع أما إجماع الصحابة على التوسل بذوات الأنبياء والصالحين جائز فكما روى البخاري في صحيحه باب الاستسقاء أن عمر رضي الله عنه قال متوسلا بالعباس رضي الله عنه اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا قال عمر رضي الله عنه خطابا للصحابة فاتخذوه أي عباسا رضي الله عنه وسيلة فلم ينكر أحد من الصحابة على عمر رضي الله عنه في قوله وفعله.
كذا إذا استسقى معاوية بن أبي سفيان توسلا بيزيد بن الأسود بمحضر الصحابة والتابعين كما مر رواية ابن سعد في الطبقات فلم ينكره أحد من الحاضرين على معاوية رضي الله عنه فثبت