وبذات النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لأن قول ابن تيمية خارق للإجماع الثابت المنقول إلينا من الصحابة والتابعين.
والعجب من أين تيمية قد اعترف بصحة الأحاديث وكذا اعترف بانعقاد إجماع الصحابة وقال حديث عثمان بن حنيف الذي في قصة رجل يختلف على عثمان بن عفان رضي الله عنه وحديث الأعمى فقد رواه المصنفون ثم قال بعد ذكر قصة توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما وقصة معاوية بن سفين بيزيد بن الأسود - هذا دعاء عمر عليه جميع الصحابة لم ينكر عليه أحد مع شهرته وهو من أظهر الإجماعات الإقرارية انتهى.
فمع هذا الاعتراف لا يجد سبيلا إلى إنكار التوسل بذات الصالحين وبذات النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لأنه بهذا الاعتراف التزم أن الدعاء الذي فيه كلمات التوسل بذاته الشريفة وبذات الصالحين جائز وثابت بإجماع الصحابة وهذا الأمر هو التوسل في اصطلاح الشرع.
وأيضا إنكاره التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين هو إنكار لإجماع الصحابة وقد اعترف بتحقق الإجماع واعتراف الإجماع هو اعتراف التوسل بذوات الصالحين وبذات النبي صلى الله عليه وسلم فاعتراف الإجماع مناقض لإنكار التوسل.
وإذا لزمه الإشكال فاستخلص بقوله أن ما ثبت بالأحاديث والإجماع هو التوسل بالدعاء لكن قوله هذا غير صحيح لأن هذا الدعاء هو قول الداعي، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك وقوله يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي،