إجماع الصحابة والتابعين على جواز التوسل بالذوات، ولو كان التوسل بذوات الصالحين شركا أو حراما أو ممنوعا لما توسل عمر ومعاوية رضي الله عنهما بالصالحين ولما سكت سائر الصحابة والتابعين على فعلهما وقد صرح ابن تيمية في رسالة التوسل والوسيلة بانعقاد إجماع الصحابة في القضيتين المذكورتين وقال قال عمر رضي الله عنه في دعائه الصحيح المشهور باتفاق أهل العلم بمحضر من المهاجرين والأنصار في عام الرمادة المشهورة لما اشتد بهم الجدب حتى حلف عمر لا يأكل سمنا حتى يخصب الناس ثم لما استسقى بالعباس قال اللهم إنا كنا، إلى آخر الحديث. هذا الدعاء أقره جميع الصحابة ولم ينكر عليه أحد مع شهرته وهو من أظهر الإجماعات الإقرارية ودعى بمثله معاوية بن أبي سفيان في خلافته، انتهى كلامه.
وكذا انعقد إجماع الصحابة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته في زمن عمرو وعثمان بن عفان رضي الله عنهما إذ جاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له ائت عمر رضي الله عنه وقل إنكم مسقون فقال عمر اللهم ما آلو إلا ما عجزت كما رواه ابن شيبة والبيهقي والبخاري وابن عبد البر وغيرهم وكذا في قصة الرجل الذي يختلف على عثمان بن عفان في حاجة له ولا يلتفت إليه عثمان فلقى الرجل عثمان بن حنيف فعلمه عثمان بن حنيف الدعاء اللهم إني