ومن توكل على الله كفاه الشعب) رواه ابن ماجة فمحمد وعلي وعبد القادر وكل من يتوجه إليه قلوب المشركين شعب الهلاك والشرك.
قالوا هذا أشد من الأول فإن في نفس الحديث لفظ التوكل موجودا تعرف الشرك مقابلا للتوكل.
قال النجدي وعن أبي هريرة لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين " (الشعراء:
214) دعا النبي قرابته فعم وخص فقال (يا بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا) أو قال (فإني لا أغني عنكم من الله شيئا) إلى أن قال (يا فاطمة أنقذي نفسك من النار سليني من مالي ما شئت فإني لا أغني عنك من الله شيا) انظروا قنط النبي قربته حتى ابنته من نفعه لهم عند الله فما لهؤلاء المجانين يرجون شفاعته لهم عند الله.
قالوا انظروا كيف عبر من إنذار ب (لا أغني عنك من الله شيئا) بالتقنيط من نفعه لهم وشتان بينهما ونفعه لهم بل نفعه ونفعهم لنا ثابت قطعا والأحاديث في هذا الباب متواترة بل نقول قد أخرج الشيخان في حق أبي طالب عن العباس قال قلت هل أغنيت عن عمك فإنه كان يحفظك ويغضب لك قال (نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) وقال العلماء شفاعة الموقف عامة للمسلمين والكافرين الأولين والآخرين وشفاعة المغفرة عامة للمسلمين وشفاعة التخفيف لبغض الكفار قال القاضي المعنى أنقذوا أنفسكم بالإيمان بالله من عقوبة الخلود في النار على الكفر فإني لا أملك لكم ولا أغني عنكم من الله شيئا إن لم تؤمنوا بالله وكذلك عدم انقطاع النسب والصهر والنفع بهما إنما هو لغير الكافرين قال الله تعالى " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى " (التوبة: 113) والآيات والأحاديث في باب نفع بعض لبعض يوم القيمة جاءت على ثلاثة أوجه: أحدها سلب النفع مطلقا كقوله تعالى " يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا " (لقمان: 33) وقوله تعالى " يوم لا ينفع مال ولا بنون " (الشعراء: 88) وقوله تعالى " فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ " (المؤمنون: 101) وقوله تعالى " ولا يسئل حميم حميما " (المعارج: 10) والوجه الثاني إثباته له صلى الله عليه وسلم وسلبه عن غيره وذلك قوله صلى الله عليه وسلم (كل نسب وشهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري) الوجه الثالث إثباته لكل متق منه قوله تعالى